تتقدم إدارة شبكة همس الشوق بأجل التهاني والتبريكات
بمناسبة عيد الأضحى المبارك نسأل الله إن يعيده عليناوعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات تقبل الله من حجاج بيته الحرام حجهم، وشكر الله سعيهم وعيدكم مبارك وعيد سعيد ان شاء الله
وكل عام وانتم بخير وصحه وعافيه
همس الشوق
اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !
يعطيك العافيه وسلمت يديك ع هالمجهود,,
عساك ع القوة
13 - 8 - 2015 04:55 PM
همسة الشوق
عندما كنت طفلاً، أعطتني أمي موزة لآكلها فوضعتها في جيب حقيبتي المدرسية وعند استراحة الظهر في المدرسة فتحت حقيبتي لآكل الموزة فوجدتها مسحوقة تماماً.. تركت الموزة مكانها على أمل أن أزيلها من الحقيبة لاحقاً لكني، وبسبب عطلة نهاية الأسبوع، نسيتها وعندما فتحت جيب الحقيبة وجدت الموزة وقد أصابها العفن.. أغلقت الجيب، ولم أخبر أحداً..
وبقيت الموزة سرّي الدفين لثلاثة أيام إضافية إلى
أن أصبحت رائحة الحقيبة لا تطاق..
حتى رفاقي كانوا يتسائلون من أين تنبعث
الرائحة الكريهة في الصف مما زاد في إحراجي..
فقررت عندها مواجهة الوضع وقمت بإزالة آثار الموزة المتعفّنة
ونظّفت حقيبتي وأنهيت المشكلة
هذا ما يحصل معنا تماماً.. نسحق مشاعرنا من جرّاء اختبار مؤلم أو صدمة نتعرّض لها.. فنبقيها مخبّئة في جيب حقيبتنا الشعورية ولا نخبر أحداً عنها فتصاب مشاعرنا بالتلف رغم إنكارنا، وتجاهلنا لها، وإحكام الإغلاق عليها لكن "رائحة " اختبارنا المؤلم، الذي قمنا بدفنه داخلنا تنتقل من داخل "حقيبة " مشاعرنا إلى الخارج.. فتحوّلنا إلى أشخاص مضطربين، محبطين، نشعر بالكره بالحقد، بالذنب، أو بالظلم.. الحل الوحيد لهذه المشكلة هو مواجهة الأمر.. وفتح "حقيبتنا" الداخلية ونتظيفها و إزالة بقايا مشاعرنا وأحاسيسنا المتعفنة.. كيف؟ بالشفافية، بالاعتراف أمام أنفسنا وأمام من نثق بهم بأن لدينا مشكلة حقيقية داخلنا.. فالكبت والإنكار.. ولفلفة المشاعر الدفينة والظهور أمام الآخرين بأن كل شيء معنا هو على ما يرام.. وبأننا مسيطرون على الوضع، لا تنفع، بل تُفاقِم المشكلة.. فمهما كانت محرجة آلية البوح بما في داخلنا، تكون أسهل بعشرات الأضعاف من أن نبقى سجّانين دائمين لآلامنا الدائمة.. فلنفتح "حقائبنا"، ولننظّفها من العفن.. ولندع نور الشمس يدخل عتمتها.. هذه هي " نظرية الموزة " التي طبّقتها على حقيبتي المدرسية فلنحاول تطبيقها على "الموز" المتعفّن في "حقائبنا" الداخلية الفكرية والعاطفية.. ولنبدأ معاً حملة النظافة .