شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس دواوين الشعراء (https://www.hamsalshok.com/vb/f332)
-   -   ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي (https://www.hamsalshok.com/vb/t100193.html)

حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:11 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










جولة في ذاكرة طفل مسلم



في يدي اليسرى قلم 

لا تظنوا أن في اليمنى كتابا 
في يدي اليسرى قلم 
لا تظنوا أن في اليمنى كتابا 
ليس لي يمنى 
فقد حولها الرشاش أشلاء وشلالات دم 
ليس لي يمنى يد كلا ولا يمنى قدم 
فصلتها عن بقايا جسدي غارات أعداء القيم 
في يدي اليسرى قلم 
كلما سطرت حرفا نزف الحرف وغطاه الألم 
كلما صغت نشيدا سأم اللحن وجافاه النغم 

كان لي بيت جميل في سراييفو 
وكانت لي حقيبة 
كنت استقبل فجري ضاحكا 
أغشى دروبه
تصنع الإفطار لي أمي الحبيبة

كنت والآن تولاني الضجر
والأسى في خاطري نار تلظى وشرر
أين أهلي أين أخواني الصغار 
واحد منهم رآه الفجر مقتولا على أنقاض دار 
وأخ ثان رآه الليل في أشداق نار 
ثالث الاخوة طار 
رابع الاخوة أخفاه الغبار
خامس بل عاشر 
بل ألف طفل شربوا كأس الدمار 

أنا لا أذكر بدأ الحادثة
أنا لا أذكر من أين أتتنا الكارثة 

كل ما أذكره أنا سهرنا ضاحكين
لم يكدر صفونا إلا صياح الجائعين
كانت الشاشة تستعرض آلاف الضحايا النازحين 
ساد صمت حين شاهدنا المآسي وبقينا واجمين 
لحظه مرت من الحزن نسيناها وقمنا ضاحكين 
وكأنا ما رأينا نظرات البائسين 
وسمعنا بعدها أغنية تحمل زيف المدعين 
ثم نمنا هادئين 
كل ما أذكره أن صحونا خائفين 

ما الذي يجري هنا ما سر هذي الجلجلة 
ما الذي يجري وثارت قنبلة 
ما الذي يجري هنا واهتزت الدار وثارت مقتلة 
وابتدأنا الهرولة 

ما الذي يجري هنا
واهتز رشاش وأعطانا الخبر 
هاهنا الموت لكم أين المفر 

أيها القاتل مهلا نحن أطفال صغار 
قهقه الصربي في غيض وثار 
أنتم اليوم صغار وغدا أنتم كبار 
أيها القاتل مهلا فتمطى واستدار 
وفررنا آه لو يجدي الفرار 

أين أمي ؟؟ لا جواب 
أين أختي ؟؟ لا جواب 
أين إخواني ؟؟ أبي ؟؟ أين الصحاب 
أين داري ؟؟ لا جواب

كل ما أذكره أنا نزحنا هاربين وغدونا لاجئين 
ورأينا شاشة التلفاز تروي قصة الجرح الدفين 
سيرانا الناس يبكون علينا يحزنون 
ثم ينسون الذي يجري لنا ينشغلون 
مثلما كنا نرى في شاشة التلفاز ألوان الجراح 
في ربا القدس ويافا والبطاح 
ثم ننساها إذا جاء الصباح 

في يدي اليسرى قلم 
أعطني الفرصة كي اكتب شيئا يا طبيب 
ربما ارسم وجها للصليب 
ربما أكتب شيئا عن أسى قلبي الحزين 
ربما أكتب ما يحيي موات المسلمين 
ربما أخرج من دائرة الصمت خيول الفاتحين












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:11 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










عينان



عينانِ كحْلاوانِ ، بل لُغتانِ من حُلُم الغريقْ
بلْ شاطآنِ رمى الصَّباحُ إليْهِما ...
سِحْرَ البريقْ
بلْ زهْرتانِ نديَّتانِ تُحدِّثانِ ..
عن الرَّحيق
بل واحتانِ تُعلِّمانِ الظِّلَّ ...
كيفَ يُريحُ وجدانَ الطَّريقْ
عينانِ بُستانانِ ...
عنْ حُسنيهِما كَشَف المَطَرْ
ورمى المَساءُ إليهِما سِحْرَ القمرْ
وإليهما بهدوئِهِ بَعَثَ السَّحَرْ
ومضى يزفُّ إليهما قَطْر النَّدا ...
ويُحرِّكُ الأشواقَ في ورَقِ الزَّهَرْ
وإليهِما تاقَ الشَّجَرْ
فغدا يُساقِطُ فوقَ هُدْبهما الثَّمَرْ
عيْنانِ صامِتتَانِ ناطِقتَانِ ...
مُفعَمَتانِ بالسِّحر الحلالْ
عينانِ مُوْرِقَتانِ بالأحلامِ ...
وارِفَتَا الظِّلالْ
زحَفَ الظلامُ إليهِما ـ يوماً ـ بلا نجمٍ يُزيِّنُهُ ...
و لا قَمَرٍ يُقامُ لهُ احتفالْ
رَأتَا من الأشباح ما لا يسْتَقِرُّ به الخيالْ
جثَمَ الظلامُ عليهِما مثلَ الجبالْ
ماذا جَرى ؟ ماهَذهِ الضَّوضاءُ ؟ ..
وانْطَفَأ السُّؤالْ
عيْنانِ تنْبَجِسانِ عنْ نهْرينِ ...
منْ دمعٍ غَزيْرْ
تتأوَّهانِ بنظرتينِ حزينتينِ ...
إلى السَّريرْ
تَتقَاذَفانِ من الأسى سهمينِ ..
من ألمٍ كبيرْ
تَتَأمَّلانِ أمام باب الحزنِ تمثالاً ...
منَ الحُلُمِ الأسيرْ
تسْتَجْوبانِ الصَّمتَ عن أسرارِ قلْبهما الكسيرْ
عينانِ تجتازانِ دائرةَ الأسى ...
تريانِ ما خلف الجِدارْ
تَتَقرَّيَانِ بِراحَتيْ نَظَرَيْهِما ...
أَثَرَ الحِصارْ
هذا الجِدارُ العُنصريُّ جريمةٌ كبرى ...
تَدُلُّ على انْحِدارْ
هذا الجِدارُ يضمُّ في طيَّاتِهِ ثُقْبَ انهيارْ
عيْنانِ مُغمَضَتانِ ...
للنِّيرانِ حولَهما ضرامْ
طارتْ عصافيرُ السَّعادةِ ...
وانْتهى عذْبُ الكلامْ
عَيْنا خديجةَ والرَّبابْ
ما عادَتا تريانِ إلاَّ القَصْفَ ..
في جُنحِ الظَّلامْ
تريانِ كيفَ استذأبَ الباغي ...
على الطِّفل الرَّضيع على الغُلام
تَرَيانِ كيفَ جرى دمُ الشُّهداءِ ...
فوقَ لآلئ الأشلاءِ ...
و انتَفَضَ الرُّكامْ
ضَجَّ المساءُ لأنَّ أشلاء الرَّضيعِ
تألَّقتْ تحتَ الحُطامْ
وبكى لأنَّ قنابلَ الفسفورِ ...
كانت تُرسِلُ الألوانَ خادِعةً ...
فيحترِقُ الصِّغارْ
ولأنَّ حَرْبَ السَّامريِّ جريمةٌ ...
تحظى بتأييدِ الأباطِرةِ الكِبارْ
ولأنَّ أقبحَ دولةٍ وَرَماً تَمُدُّ يداً ...
وتتَّخِذُ القرارْ
ولأنَّ قانونَ الهوى فَرَضَ الحِصارْ
و لأنَّ كلَّ دُويْلةٍ في العالم العربيِّ ...
لاذَتْ بالفِرارْ
عَيْنا خديجةَ و الرَّبابْ
ما عادتا تَرَيانِ إلاَّ البيتَ محروقاً ...
تُحاصِرُهُ الذِّئابْ
وهُناكَ خلْفَ حديقةٍ مذْعورةٍ ...
تقِفُ الكِلابْ
و هُناكَ تحتَ لوافِحِ النِّيرانِ ...
ينتحِبُ التُّرابْ
وهُناكَ ينطفئُ السؤالُ ...
أمامَ غَمْغَمةِ الجوابْ
وهُناكَ شيخُ القَلْعَةِ الكُبرى ...
يُجَلْجِلُ بالخِطابْ
وهُناكَ جمهورٌ يكادُ يطيرُ تصْفيقاً ...
يُطأطِئ بالرِّقابْ
وهُناكَ إعلامٌ يُثيرُ غُبارهُ في كلِّ ناحيةٍ ...
ويحترِفُ الكِذاب
وهُناكَ تلْمعُ في صحارى كُلِّ دجَّال ...
أباطيلُ السَّرابْ
ماذا جرى ؟
هذي الرِّياحُ تسُوقُ أَجْمَلَ ما ترَاهُ منَ السَّحابْ
ماذا جرى ؟
هذي الجِبالُ تَهُبُّ ضاحِكةً ...
وتبتَسِمُ الشِّعابْ
ماذا جرى ؟
عيْنا خديجَةَ و الرَّبابْ
تريانِ في الأفقِ البعيد الشَّمسَ ضاحِكةَ الشُّعاعْ
تريانِ كيفَ أناختِ الأمجادُ في الأقصى ...
ومدَّتْ للبطُولاتِ الذِّراعْ
تريَانِ غزَّةَ قَلْعةً تهفو لِعِزَّتِها القِلاعْ
تريانِ غزَّةَ في ارتفاعْ
ضاعتْ مؤامرةُ العدوِّ ...
وغزَّةُ الأمجادِ تهزأُ بالضَّياعْ
تريانِ خاتمةَ الصِّراعْ
نصراً كأجْمَلِ ما يكونُ النَّصرُ ...
يَكْتَنِفُ البِقاعْ
ماذا جرى ؟
لا يأسَ يا عيْنَيْ خديجةَ و الرَّبابْ
فالله ينْصُرُ دينهُ ...
و الظالِمونَ إلى تَبابْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:12 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










موازين الرجال



تسير بها الأَوائل والتَّوَالي

وترفع بيننا أسمى مثالِ

وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساط

تطير به إلى رُتَب المعالي

سحائبُ من عقيدتنا، سقتْن

بماءٍ من مبادئنا زُلالِ

ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّ

يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ

ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّ

يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ

قوافل، ما مشتْ فيها مطاي

على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ

ولا تخشى مواجهةَ الرَّزاي

ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي

رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصن

له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي

ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ

تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ

هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّ

حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ

وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ

تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ

رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ

يفتِّش عن إجابتها سؤالي

رأيتُكِ في مواجهةِ القضاي

تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي

دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ

رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي

رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيش

دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ

فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم

ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!

نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ

تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ

تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً

وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال

عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديه

لتضربَ من ينادي باعتدالِ

وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي

ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!

وتَحتضن الذين بغوا علين

وداسونا بجيش الإحتلالِ

وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري

بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!

هي الأرض التي مدَّتْ يديه

موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي

لها تمثالُها الموصوفُ زور

بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ

دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ

وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟

نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّ

سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!

ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ

رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ

تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى

وتقتحم البيوتَ على العيالِ

وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ

بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ

ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ

كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)

تُراهم ما رأوا طفلاً صَريع

وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟

ولا سمعوا أَنينَ زهورِ ياف

ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟

ولا سمعوا عن الأقصى حديث

ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟

نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ

رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ

كأني بالجَوائح قد أغارتْ

على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي

أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكر

يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ

يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ

ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ

ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرين

بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ

أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَاي

تُرينا صورةَ الوجه المثالي

ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْق

يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ

وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ

قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي

هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى

لغايتها موازينَ الرِّجالِ

وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى

بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ

عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً

وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ

أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطان

عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ

فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً

تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ

تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحاي

مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي

تَحذِّرنا من الباغي علين

ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)

تبشِّرنا بنصر الله، إِني

لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)

تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ

عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ

أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى

لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ

فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ

إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:15 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










قمر الهدى



سوى قمر الهدى يخشى الأُفولا

وغيرُ الحقِّ يخشى أن يميلا

وغير منابتِ الإيمان تخشى

إذا ما الغيث أَطْلَفها الذُّبولا

وغير عقول أهل الحقِّ تخشى

ضلالاً أو ضياعاً أو ذهولا

وما كلُّ البقاع إذا سَقتْها

غوادي السُّحْب تجعلُها حقولا

فكم أرضٍ يَمُرُّ السيلُ منها

ولم تَحْفَظْ كثيراً أو قليلا

وكم أرضٍ يُداعبُها سحابٌ

فتنشرُ فوقَنا ظِلاًّ ظليلا

وما كلُّ القلوبِ إذا دَعاها

لسانُ الحقِّ تمنحه قبولا

فكم قلبٍ دعاه الحقُّ لكنْ

أبى أنْ يسمع القول الجميلا

وكم قلبٍ إذا ناداه حقٌّ

إليه هفا، وزادَ به حُفُولا

نرى الأشجار سامقةً ولكنْ

نرى الزيتون أكرمَ، والنَّخيلا

وفي الأنعام أصنافٌ ولكنْ

يَظَلُّ الخيرُ يكتنف الخيولا

ونُبصر حولنا بشراً كثيراً

وأهل الخير أهداهم سبيلا

ألا يا منهجَ الإسلامِ إني

أزفُّ لك القصيدةَ سلسبيلا

نظمتُ حروفها ياقُوْتَ حُبٍّ

وبالأَوزانِ أرضيتُ الخليلا

مَلأْتُ إهابَها نوراً لأني

جعلتُ غِذاءَها الفكر الأصيلا

ولم أفتح لها أبوابَ وهمٍ

ولم أجلبْ لها فكراً دَخيلا

لقد أركَضْتُ نَحْوَك خيلَ شعري

تَجُوبُ الأُفْقَ تَمْلَؤُه صهيلا

تمرُّ بطيبةِ الهادي وتمضي

إلى الأقصى ولا ترضى القُفولا

أَزفُّ بها مباركةً بصومٍ

وشَهْرٍ جاءَنا شَهْراً فَضيلا

وبالعيد الذي يأتي بَشوشاً

ويجعل خُطْوَةَ الأَفراحِ مِيْلا

كذاكَ الشِّعْرُ بالإيمان يسمو

ويحمل للورى هَدَفاً نَبيلا

ألا يا منهجَ الإسلام، إنَّا

لَنُعْلِنُها وما نخشى عَذُولا

نُحبُّ بلادَنا جبلاً وسهلا

ونعشق بِيدَها عرضاً وطولا

ونعشق نخلها يعطي غذاءً

ويَنْبُوعَ الهدى يشفي الغَليلا

أليستْ مهبط القرآن لمَّا

تلاه المصطفى سَلَبَ العقولا؟

ورثنا منهج القرآن فيها

سماويَّاً، وتابعنا الرَّسولا

وتلك النِّعمة الكبرى أثارتْ

حسوداً أو حَقوداً أو عميلا

رَمَوْنا بالتَّمَذْهُب حين قالوا:

بوهَّابيَّةٍ أَغْوَتْ قَبيلا

وما صدقوا، فقد كَذَبُوا علينا

وصاغوا من روايتهم فصولا

أوهَّابيَّةٌ، والحقُّ شمسٌ

يبدِّد نورُها الليل الطَّويلا؟

وما عَرَف الإمامانِ انحرافاً

عن الإسلام أوْ تركا دَليلا

لقد رَفَعا لواءَ الشَّرْع، علماً

وسيفاً في حمايته صقيلا

وتلك الدَّعْوَةُ الكبرى، عليها

تَظَلُّ فُروعنا ترعى الأُصولا

بنى عبدالعزيز بها كياناً

ورثنا صرحَه جيلاً فجيلا

وما زِلْنا نمدُّ له الأيادي

رعيلاً صادقاً يتلو رعيلا

أمانةُ حِفْظِه آلتْ إلينا

لأنَّ الله قدَّر أنْ تَؤُولا

ومَنْ حَفِظَ المبادئَ نال فمنها

على دَرْبِ الهدى مَجْداً أثيلاً

ألا يا مَنْهَجَ الإسلام شكراً

لأنك لم تدعْ للوهمِ قِيْلا

مَلأْتَ القَلْبَ إيماناً وحُبَّاً

وكم عانى من البَلْوَى شُكولاً

جَلَوْتَ لنا الحقيقةَ في شُؤونٍ

يكاد الحالُ فيها أنْ يَحُولا

مَنَحْتَ مكانةَ الإخلاص قَدْراً

يجنِّبها المُكابرَ والجَهُولا

وصُغْتَ لهذه الدنيا نِظاماً

يَصُدُّ يَدَاً تَرُوم المستحيلا

وصُنْتَ العِلْمَ والفتوى بِهَدْي

يبعد عن منابرها العَجُولا

حَمَيْتَ النَّاس من بَلْوَى غُلوٍّ

وقولٍ يجعلُ العصفورَ فِيْلا

ومن فَتْوَى تُضِلُّ ذَواتِ سِتْرٍ

فيكَسِرْنَ الأساورَ والحُجولا

كشفت بمنهج القرآن رأْياً

هُلاميَّاً، وتفكيراً هَزِيلاً

وأصنافاً من الأقلامِ ظَلَّتْ

تصوِّر مَنْهَجَ الإسلام غُولا

ألا يا مَنْهجَ الإسلامِ إنَّا

لنشكر ربَّنا شكراً جزيلا

ونُؤمن أنَّ صرحك سوف يبقى

لأنَّ الحقَّ يَأْبى أنْ يزُولا

نقول لهذه الدنيا جميعاً

وحُقَّ لمن تيقَّنَ أنْ يَقُولا

حَبَانا الله بالإسلام عِزَّاً

ولن نرضى بمنهجه بَديلاً












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:15 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










قال لي ما العيد



قال لي : ماالعيد؟
أوْضِح صورة العيد لكي أعرِفَ رسْمَه

قلت : إن العيد أزهارٌ وأطيافٌ ونغمة
إنه ذاكرةُ الفجر التي لم تختزن ظُلْمه
إنه النّصُ الذي ثبّتَ فيه الحبُّ ختمه
إنه العيد، خيوطٌ من شعاعِ الحب،
عِقْدٌ أتقنَ الإحسان نظمه

قال لي : أسهبتَ في الوصف...

فقلت: العيد إشراقات بسمة
إنه أنت، فهل أدركت فهمه؟












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:16 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










خديجة ـ رضي الله عنها ـ



كوكبها لم يغبِ

وظنُّها لمْ يخبِ

كريمة في خلقٍ

وحسبٍ ونسبِ

إحساسها كخيمةٍ

شُدَّتْ بأغلى طَنَبِ

قدْ أسكنتْ فيها فتى

شهماً رفيع الرُّتبِ

لمَّا رأته عائد

بمالها المكتسب

مدَّتْ إليهِ يده

في غفلةٍ وأدبِ

خديجةٌ ، وحسبه

أنَّ اسمها كالذَّهبِ

أوَّلُ زوجٍ أسكنتْ

في قلبها خير نبي

كانت لهُ كالأمِّ في

حنانها وكالأبِ

ظلَّتْ له راعية

وصابرةً في الكُربِ

أرختْ لهُ جناحه

في رغبةٍ ورهَبِ

ومنحتهُ رحمةً

تريحهُ من تعبِ

لمَّا أتاها ليلةً

في موقفٍ مظطربِ

قالتْ لهُ أبشرْ فقدْ

نلتَ عظيم الأربِ

والله لا يخزيكَ من

أهداكَ مجْدَ الحُقبِ

تلكَ خديجة التي

مضتْ بعزِّ العربِ

بشِّرها حبيبه

بمنزلٍ من قصبِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:16 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










الرسول عليه الصلاة والسلام و أبو بكر في غار ثور



هجرةٌ يا رياحُ هبِّي رُخاءً

واهتفي يا بحار للملاَّح

أيها الغار ، غار ثورٍ ، تلاقى

عندك المجد وانبثاق الصَّباح

ثاني اثنين ، يا خيول قريش

هل سيجدي فيكن كبح الجماح

ثاني اثنين ، و العدو قريب

وحفيف الأشجار صوت نواح

ثاني اثنين ، والإله مجيب

وحمى مصطفاه غير مباح

ثاني اثنين ، أيها الغار بُشرى

صرت رمزا على طريق الفلاح

رجع المشركون عنك حيارى

لم يروا غير ظلمة الأشباح

ردَّهم " أوهن البيوت " فعادو

في وجوم وحسرة والتياح

خسر القوم كل شيء وأمسى

سيد الخلق وافر الأرباح












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:17 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أمام حجرة عائشة رضي الله عنها


حَصَانٌ أيُّها الأعمى رَزَانُ

يشير إلى فضائلها البَنَانُ

رآها المجدُ أوَّل ما رآه

مبجَّلةً لها في الخير شانُ

ترى فيها البراءة مبتغاه

ويعجبُ من بلاغتها البيانُ

لها في قلب خير الناس حُبٌّ

تضلَّع من منابعه الجنان

سرى في الأُفْق منه شذاه حتى

تعطَّرتِ الغمائم والعَنَانُ

حبيبةُ قلبهِ روحاً وعَقْل

أحاطَ بها من الهادي الحنان

لقد شهدت بحبِّهما البراي

وطار بذكره الحَسَن الزَّمان

حبيبة سيِّد الأبرار، أهدى

إليها الحُبَّ فارتفع المكان

وأمُّ المؤمنين بأمرِ ربِّي

وتلك أُمومةٌ فينا تُصَانُ

لها من طِيْبِ مَحْتِدِها شموخٌ

به تاريخُ أُمَّتِنا يُزَانُ

لقد أعلى رسولُ الله قَدْر

لعائشَ فاستقرَّ لها الكِيَانُ

وعن جبريلَ أقرأها سلام

فقل لي: كيف ينفلتُ العنان

سلام من ملائكةٍ «كِرام»

فلا عاش المكابر والجبانُ

ولا عاش الذين لهم قلوبٌ

لها بمظاهر الكفر افتتانُ

وما كلُّ الرِّجال لهم عقولٌ

بها في كلِّ خَطْبٍ يُسْتعانُ

ففي الناس العقاربُ والأفاعي

ومَنْ هو في الخديعةِ ثُعْلُبَانُ

نعوذ بربِّنا من كلِّ قلبٍ

به من سوء نيَّته احتقانُ

ومن بعض النفوس بها لهيبٌ

يثور به من الحقد الدُّخَانُ

لقد كذبوا على خير البراي

ونالوا من حبيبته وخانو

وماذا يَنْقِمُ السفهاءُ مِنه

وفي تكريمها كُسِبَ الرِّهانُ

وكيف يصح فيها قول غاوٍ

وعندَ الله قد عُقِدَ القِرَآنُ؟

أَتُرْمَى زوجةُ الهادي بسوءٍ

ويبقى منْ رماها لا يُدَانُ؟

بغيضٌ من يُسيء لها بغيضٌ

عليه من الخَنَى والإثمِ «رَانُ»

إذا أَمِنَ الغواةُ عقاب ذنبٍ

تمادوا في الغواية واستهانوا

أما يكفي ابنة الصدِّيق وحيٌ

تنزَّل في الِّلحافِ لو استبانوا؟

أيا بيت النبوَّة أنت رمز

عليه من المهابة طَيْلَسَانُ

وفيكَ من التُّقَى نورٌ مبينٌ

وإحسانٌ وعَدْلٌ واتِّزَانُ

وفيكَ الحبُّ فجرٌ من حنانٍ

به الناس استضاؤوا حيثُ كانو

وفيكَ تدفَّق القرآنُ نهْر

وفي جَنَبَاتك ارتفع الأذانُ

وفيك وشائج القربى تسامت

وعنها صدَّقَ الخبر العيان

سما بمقامك العالي رسولٌ

وزوجاتٌ كريماتٌ حسانُ

لعائشَ فيكَ منزلةٌ ولكنْ

لهنَّ القَدْرُ والحقُّ المُصَانُ

أَيا بَيْتَ النبوَّة أنتَ صَرْحٌ

عظيمٌ لا تُطاوِلُه الرِّعانُ

برغم الحاقدين تظلُّ رمز

به الإيمانُ يُشرقُ والأَمَانُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:17 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










عمر ـ رضي الله عنه ـ



ماذا تقول لك الأشعار يا عمر

وعند نبعك بحر الشعر ينحسر

كأنني بقوافي الشعر قد وقفت

هيَّابةً عند باب الجود تنتظر

لو لم يكن لك إلا العدل لانبهرتْ

به ، فكيف بها و الفضل منتشر

عدل وجود وإقدام وتزكية

وللفراسة شأنٌ فيك معتبر

سهرت ليلك ترعى حال أرملة

ترعى اليتامى ودمع العين ينهمر

حتى حملت لها كيس الطحين وفي

عينيك من أدمع محبوسة أثر

لله درك طوَّعت الخلافة في

مصالح الناس حتى أينع الثمر

محدَّثٌ أنت بين الناس ميَّزهُ

ربُّ العباد بما يُجلى به البصر

كم أيد الله من رأي نطقت به

فصار تتلى به الآيات والسور

يفرُّ من دربك الشيطان منهزم

وعن طريقك ينأى وهو مندحر

يا رحلة المجد في تاريخ أمَّتن

بوركتَ من رحلة يسمو بها الخبر

كم نفحة من شذا الفاروق عاطرة

سرى النسيم بها ، واستأنس البشر












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:18 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ



قالوا : هو الصديق ، قلت : كفاه

ما يحفظ التاريخ من ذكراه

يكفيه " تصديق " النبي ، وأنه

في كلِّ موقف همَّةٍ زكَّاهُ

يكفي أبا بكر فخاراً أنَّه

في هجرة المختار قد آخاه

قطع الجبال الراسيات مرافق

لأعز خلق الله حين دعاه

وتعجبت منه الرمال وقد مشى

تقفوا خطا الهادي البشير خطاه

يمشي أمام المصطفى ووراءه

مشي المحب تفطرتْ قدماهُ

في قصة الإسراء و المعراج من

تصديقه ما لا ينال مداه

شرفٌ تتوق له الكواكب رفعة

لما ترى في الداجيات سناهُ

تكفي أبا بكر خلافته التي

حفظتْ من الدين الحنيف عُراه

كالليث واجه ردَّةُ مشؤومة

فأعاد للإسلام من جافاه

تلميذ مدرسة النبوة و الهدى

خير الأنام على التقى رباهُ

يا رحلة الصدِّيق في درب الهدى

أحييت في قلب المحبِّ رضاه












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:18 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










فاطمة بنت محمد رضي الله عنها


يا ليل فاطمةٍ اقصرْ ولا تطلِ

فعندها شمعة الإيمانِ و الأمل

قنديل تسبيحها يا ليل يسعده

وصيته عندها من أفضل الرسل

هي ابنة المصطفى الهادي و يالك من

أبوَّةٍ شرفتها وهي زوج علي

أم الحسينينِ ما أغلاه من نسبٍ

لو حاولت نيله الأفلال لم تنلِ

يا ليل فاطمة ما زلت تبصره

تدعو وتسمع منها صوت مبتهلِ

تسبيحها يجعل الليل البهيم ضحى

تضيئه بجميل القول و العمل

شبيهة بأبيها وهي ساكنة

في قلبه زهرةً في روضه الخضلِ

تمشي على بسط الإيمان طاهرةً

سليمة القلب من حقدٍ ومن دَغَلِ

محمودة الصبر ، تأبى أن تفارقه

وقلبها الحرُّ لا يشكو من الزَّللِ

في منزل الوحي رباها الرسول على

دينٍ تزول الرَّواسي وهو لمْ يزلِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:19 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










عثمان ـ رضي الله عنه ـ



رفع الحيَاءُ بكَ اللِّواءَ ومجَّد

وإليكَ أهدى حُبَّهُ وتودَّدا

ورآكَ جيش العُسرةِ الكفَّ التي

تعطي وسلَّمكَ السَّخاء المقودا

يا قلب ذي النورين ، مازال الرِّض

بالله يمنحك المقام الأمجدا

حتى الملائك تستحي لمَّا ترى

وجهاً كريما بالحياءِ تودَّدا

في روضِ جودكَ يا ابن عفان التقى

كرمٌ وإخلاصٌ وفيكَ توحَّدا

للمَال في يدك الكريمة موقعٌ

ويظلُّ قلبكَ عن ثرائكَ أبعدا

لله درُّكَ أيها الشَّهم الذي

بسخائه وبجودهِ بلغ المدى

بايعتَ في الرضوان بيعة غائبٍ

مدَّ الرسول لخالقها اليدا

شرفٌ وربك يا ابن عفان ارتقى

بكَ في المكارمِ و المفاخرِ سيدا

تلميذ مدرسة النبوة ، أنه

لأعزَّ مدرسةٍ تعلمنا الهدى












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:20 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










شرف البنوة



قلبُ الأمومة مايزال كبيرا


فمتى البنوَّة تحسن التقديرا


لوأبصر الأبناء من آبائهم


والأمهاتُ الحانيات صدورا


لاستنبتوا القبلات في أقدامهم


فُلاًّ ووردا ناضرا وزهورا


شرف البنوة ان تكون رفيقة


ومطيعة لا تقبل التقصيرا


ياأيها الأولاد دونكم الرضا


في الوالدين وجنة وحبورا


مدّوا رموش عيونكم ظلاًّ على


آبائكم وابنوا الوفاء قصورا


مدّوا أمام الوالدين قلوبكم


في كل دربٍ يسلكان جسورا


إن الأمومة والأبوة منبع
ٌ

للحب يجري في القلوب نميرا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:23 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










حلم اللقاء



قرِّبْ خُطاكَ فإنَّني مُشْتاقُ

عندي الحنينُ وعندكَ الإشفاقُ

أتُراكَ لم تعلمْ بحالي ، بعدم

عصفتْ براحة قلبيَ الأشواقُ ؟

قرِّب إليَّ الماءَ ، إنِّي لظاميءٌ

و لديكَ أنتَ الماءُ و الترياقُ

مهما تطاولَ عنكَ ليلُ صبابتي

فأنا إلى فجر المُنى توَّاقُ

ما دام لي حُلُمُ اللِّقاءِ فإنَّني

أحيا بهِ ، مهما يطولُ فِراقُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:24 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أعطء القوس باريها



سلام الله
ياقدسي
سلام الله
يا "حيفا" ويا "يافا"
سلام الله نبعثه
وليل البؤسِ
يغمرنا
سلام الله
يا ريحانتي
يالحن أغنيةٍ عشقناها
سلام الله
ما عادت لحون القوم
تطربنا
سلام الله نرسله
فما عادت تسير إلى
رُبَا الأقصى
ركائبنا
وقمنا
ربما سرنا 
يوقنا
وقفنا
ربما سرنا 
وحركنا
ركائبنا
ولكن
ألف دربٍ – ياربا الأقصى –
تضللنا
حلمنا باتحاد الصف
لكن
ألف بوقٍ – ياربا الأقصى –
تفرقنا
مددنا للسلام اكفنا
أملاً
ولكن
لم نجد كفاً
تصافحنا
أكف القوم
مدت نحونا – ياقدسنا المحبوب –
تصفعنا
أكف القوم
مددت نحونا – يا قدسنا المحبوب –
تسرقنا
مئات
مزقت أعراضها
ذبحت
مئات
قسمت أو طانها
طردت
مئات
تشرب المأساة راغمة
ونحن ..
نزف بشري النصر
تضليلاً
وسوط الذل
يلهينا
سلام الله يا قدسي
فإن نفوسنا ظمأى
وفوق ظهورنا ماء
وفي طرقاتنا ماء
ولكنا تعامينا
وضيعنا
منابعنا
ألست ترى
صحاري اليأس ملت
من تهافتنا؟
ألست ترى
وحوش الغاب تضحك
من تناحرنا
ألست ترى أعز القوم
يهتف عند سيده:
أنا كالسيفِ
يلمع حين تشحذه
ويخبو حين تغمده
أنا كالسهم
ينفذ حين تطلقه
يمزق صدر من تبغي
ويصبح كالعصا
لما تنكسه
ألست تراه يا قدسي
يمد يداً
تصافحنا
وأخرى في ظلام الليلِ
تخذلنا؟
لو أنا
قد منحنا القوس باريها
لما كنا
على "جفر الهباءةِِ"
نندب الموى
ونقرأ في سجل الكونِ
ما خطت
أناملنا
نردد ألف أغنيةٍِ
بلا هدفٍ
بلا معنى
فقد صارت أغانينا
تخدرنا
مضينا في دروبٍ
ما ألفناها
فواجهنا بها شوكاً وزقوماً
وضيعنا
معالمنا
رأينا رجعة "الغبراء"
داستنا سنابِكُها
سمعنا صوت "عنترةٍ"
و " داحسُ" لم تزل
تجري
و"عبلة" فوق هودها
سمعنا صوت "جساس"
ونضل السهم
يفتح في "البسوسِ"
طريق حسرتنا
لبسنا بردة "النعماِ"
يوم النحسِ
واجهنا ضحايا الدربِ
نندبها
وتندبنا
سمعنا صوت "هند"
ثم شاهدنا
مروق السهم
يخرق
صدر فارسنا
لماذا الغدر "يا وحشي"؟؟
هل تهفو
إلى حرية بالغدر ؟
هل تنسى
بأن الغدر رق
عندما تصحو
ضمائرنا
لبسنا بردة "النعمانِ"
يوم نعيمه المشهودِ
سِرنا
في طيالسنا
ركبنا
متن أمالِ بنيناها
ولكنا رجعنا
لم نجد في القوم معتوهاً
ينادمنا
رأينا
جولة "البلقاءِ"
في الميدانِ
شاهدنا يدي "سعد"
وقد رُفِعَتُ
إلى الحرمنِ
تابعنا فلولَ الفرسِ
والرومانِ
رددنا – ونحن نذوق طعم النصرِ –
ما أسمى
مفاخرنا
لو أنا
قد منحنا القوسَ باريها
لما كنا
على الأعتابِ
تهدرِ – يالحرستنا
كرامتنا
إلام نظل
نستجدي ؟؟
إلام نظل نهرب
من ضمائرنا؟؟
ونصنع من هزائمنا
هزائمنا؟؟
متى نُلقْي
عصا التسيارِ في أرضٍ
مطهرةٍ م الأعداءِ
ياقومي
متى ننسى
ضغائننا؟؟
متى نمضي إلى الأعداءِ
تحت شعارِ
وحدتنا؟؟
تعادى الليل
واسترخي ضياء الفجرِ
ما عاد النداء الحر
يوقظنا
بنينا المجد في أذهاننا
قِمماً
وبالأوهام مزقنا
صفوف المعتدي الباغي
وبالأحلام خدرنا
مشاعرنا
رفعنا رأس أمتنا؟؟
سؤال
لا جواب له
خفضنا رأس أمتنا
جواب
لا سؤال له
ألسنا في المحافِلِ
نُطلِقُ الكلماتِ
نيراناً
ونهزم من ينازلنا؟
ألسنا
في ظلام الفكرِ
نعشقُ وجه "لينينِ"
ونلمح في "كسنجر"
حل أزمتنا؟
ألسنا – أيها الأقصى –
نهر رماحنا نرمي
بهن
صور إخوتنا؟!
سنبقى – أيها الأقصى
بلا هدفٍ
سيحرقنا إليك الشوق
ما دامت
يد الباغي
تمرقنا
وما دمنا
نردد مجدنا الماضي
ولكن
لا يحركنا
وما دمنا
نرى إيماننا بالله "ياقدسي"
يؤخرنا
وما منا
نفر على ظلام الشك
نعصي أمر
خالقنا
ونطلب في احتدام الخطب
أن الله
ينصرنا
سنبقى
في طريق الذل – ما عشنا –
إذا لم يرجع الإسلام
شرع الله
يحكمنا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:24 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










يا ساكنة القلب



بين عينيك قطوف دانية 
وغصون ترسم الظل.. 
على أطراف ثوب الرابية 
أنت.. 
ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية 
أنت.. 
ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية 
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد 
أنت لفظ بارز .. 
من كل أصناف الزيادات مجرد 
أنت للشعر نغم 
أنت فجر .. 
يفرش النور على درب القلم 
أنت .. ما أنت؟؟ 
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا 
يمحو الألم 
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟ 
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي 
وعني تهربين؟ 
ولماذا تسكتين؟ 
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟ 
ولماذا تطلقين السهم نحوي.. 
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي.. 
فهل تنتحرين؟؟ 
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين 
فلماذا تهجرين؟؟ 
أنت.. 
من أنت؟؟ 
يد تفتح باب العافية 
راحة تسمح عيني الباكية 
وأنا.. 
طفل على باب الأماني ينتظر 
شاعر يشرب كأس الحزن 
يدعو يصطبر 
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر 
لم أحرك مقلة اليأس 
ولم انظر بطرف منكسر 
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين 
شاعر يمسح بالحب .. 
دموع البائسين 
شاعر يفتح في الصحراء دربا.. 
للحيارى التائهين 
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة 
أنا من لا يجعل الحب تجارة 
أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره 
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره 
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا..
من لا ينكر الود 
ولا يحرق أوراق العهود 
ما لأشواقي حدود 
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي 
وإلى قلبي تعود 
راكض.. 
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون 
ويجتاز السدود 
راكض. . اتبع ظلي .. 
وأدوس الظل أحيانا.. 
وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود 
لم أصل بعد.. 
ولم ألمس يد الشمس 
ولم اسمع تسابيح الرعود 
راكض.. 
مازلت أستشرف ما بعد الوجود 
لم أزل أبحث عن حور.. 
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود 
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه.. 
ويرضى بالقيود 
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود 
لا تقولي: أنت من؟ 
ولماذا تكتب الشعر
وعمن.. 
ولمن؟؟ 
أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن 
حلمي يمتد من مكة .. 
يجتاز حدود الأرض 
يجتاز الزمن 
حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن 
حلمي.. 
أكبر من آفاق هذا العصر 
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن 
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ 
كتاب الله, والسنة, والحق الذي.. 
يهدم جدران الإحن 
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟ 
أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن 
أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن 
أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي 
وقلبي فيه حب وشجن ..












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:25 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أسمى البناء



أسمى البناءِ، بناءُ نفسٍ حُرَّةٍ

سلمتْ سرِيرَتُها منَ الأسْقامِ

وأعزُّ من مليونِ بُرْجٍ شاخِصٍ

أبراجُ همة عالمٍ وإمامِ

وكذلِك النَّفْسُ الأبيَّةُ تُبْتَنى

بالعلمِ والإيمَانِ والإكْرامِ

إنَّي لأَسْمعُ كُلَّ شبْرٍ شَامخٍ

منْ أرْضِنا المرْفوعة الأعْلامِ

يُلقي بألفِ تحيَّةٍ وتحِيَّةٍ

ويقولُ لي قولَ الفتى المِقْدامِ

للشَّمسِ أطْوارٌ، صباحٌ مُشرقٌ

وظهَيرةٌ، وغُرُوْبُها المُترامي

وتَظَلُّ شمسُ الحقِّ ذاتَ توهُجٍ

يرْتدُّ عنها جيشُ كلَّ ظلامِ

كمْ ناطِقٍ ذَرِبَ اللّسانِ، وقَلْبُهُ

يَغْلي بجمْرٍ للضَّغينَةِ حامِ

قُل ما تَشاءُ عن الحياةِ وحُسْنها

وجمالِ ما فيْها مِنَ الأحْلامِ

فالأمرُ بالمعروفِ خَيرُ هديَّةٍ

لبيوتنا، تحمي مِنَ الآثامِ

أرأيتَ ذا عقْلٍ يَرُدُّ هديْةً

منْ رحمةٍ ومودّةٍ وسَلامِ؟












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:25 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










قف هنا أنت لدينا متهم



قف هنا أنت لدينا متهم 
أنت من أخطر من سارت به فينا قدم 
أنت أقسى من طواغيت الأمم 
أنت كالطاعون يسري في خلايا الجسم، كالأحجار في دار إرم

قف هنا أنت لدينا متهم

أنت منسوب إلى فرعون منقوش على باب الهرم 
أنت من أخطر من يشقى به العرب وتخشاه العجم 
أنت في أوردة العصر سقم أنت جرح نازف أنت ألم
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت لا يرويك ماء إنما يرويك دم 
أنت للإرهاب قرطاس وحبر وقلم 
أنت مقطوع فلا أهل ولا خال وعم 
أنت في تركيبة العصر نشاز وسقم ووجود كالعدم 
أنت في إشراقة العصر انفيالات ظُلم
قف هنا أنت لدينا متهم

أنت في العين قذاة أنت في الأذن صمم 
أنت سد في طريق العولمة 
أنت ما صافحت شارون ولا عانقت باراك ولا باركت تلك الهيلمة 
أنت لم تمدح يهود الدولمة 
أنت لم تخدع بأضواء بريق الأوسمة 
أنت لما شاهدت عيناك مونيكا تعوذت برب الكون منها وسمعنا لك بعض الدمدمة 
أنت لم تبكي على الليدي ديانا حينما حطمها العشق وأعطاها فتى العُرب دمه
قف هنا أنت لدينا متهم

أنت ما قبلت كف الأرملة (أرملة رابين) 
أنت ما دشنت بدأ الهرولة 
أنت ما باركت تلك المهزلة
أنت ما زلت تصلى وتصوم 
وعلى زورق تسبيحك في الليل تعوم 
وإذا ما صافح الليل يد الفجر تقوم 
أنت مازلت تثير البلبلة
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت ما زلت ترى في الغرب إلحادا وميدان جرائر 
أنت يا هذا أصوليٌ مغامر 
أنت مازلت ترى أن الزنا والخمر رجسٌ وكبائر 
لم تزل تدعو الى التقوى وإخلاص الضمائر 
أنت لم تزل تدعو إلى صفو السرائر 
أنت لا تمشي على الأرض ولكنك طائر 
أنت في ميزاننا بالرغم من صمتك ثائر
قف هنا أنت لدينا متهم
ويحكم ويحكم .. اسكت وقف مثل الصنم 
امنحوني فرصة يا قوم كي أدفع عن نفسي التهم 
فأنا يا قوم لم أسمع بما قلتم ولن 
وأنا يا قوم .. اسكت يا وغد وقف مثل الصنم 
أنا والله بريءٌ .. دعك من هذا وقف مثل الصنم 
عندنا ألف دليلٌ وبها القاضي حكم
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت لم تترك يوما صلاة الفجر.. قل نعم 
أنت لم تهجر كتاب الله يوماً، أنت تدعو الناس للإسلام .. قل أيضا نعم 
أنت قدمت إعانات إلى الأفغان يوماً وإعانات لكشمير وداغستان والشيشان .. قل أيضاً نعم 
أنت ما زلت ترى الطفل الفلسطيني مظلوماً .. فقل أيضا نعم 
أنت لم ترفع على دارك أطباقاً ولم تنظر إلى أفلام هوليود ولم تسمع تقارير الأمم
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت ما زلت ترى في المسجد الأقصى امتداداً للحرم 
وترى دولة صهيون مثال الغدر في عرف القيم 
أنت مازلت ترى انك قواماً على المرأة .. قل أيضاً نعم
قف هنا أنت لدينا متهم
إننا نملك آلاف الشواهد 
أوما تسعى إلى نشر الهدى في الأرض، تعمير المساجد 
أوما تسعى إلى كسب المحامد 
أوما تأمر بالمعروف أو تنهى عن المنكر أو تسعى إلى إصلاح فاسد 
أوما تدعو إلى حشمة ليلى وإلى حسن المقاصد 
قل نعم هذا صحيح لا تعاند

قف هنا أنت لدينا متهم
أي نعم هذا صحيح 
ليس فيما تثبت الدعوى لكم أمرٌ قبيح
أنا لا أدعو إلى غير المحامد 
امنحوني فرصة يا قوم حتى أشرح الأمر لكم والله شاهد
أنا يا قوم محب للسلام 
أنا أدعو لهدىً مبتسمٍ يجلو عن الذهن القتام 
غير أني أعبد الله ولا أرضى بتحليل الحرام 
أنا لا أرضى بجعل النور وصفاً للظلام 
أنا ما خططت يوما لانفجارات ولا استهدفت ترويع النيام 
صدقوني أنني لا أحمل الحقد ولا أرضى بتزوير الكلام

أنا إنسانٌ مسالم

أنا انسان مسلم
غير أني أكره الجور لا أرضى بتشويه المعالم 
أنا لا أرضى بهتك العرض، تمزيق المحارم 
أنا لا أعلن تأييداً لظالم 
أنا لا أفتح عقلي للأباطيل ولا أرضى بتعليق التمائم 
أنا لا يُضحكني تهريج هائم 
أنا لا تطربني ألحان سكران ولا أفكار واهم 
لست وغداً أيها القوم ولكني فتى يؤمن بالله ويدعو للمكارم 
أنا والله مسالم 
غير أني حينما أُطعن في ديني أقاوم

لست وغداً يا قوم .. وما كنت ولن 
أنا لا أرضى بتقسيم الوطن 
أنا لا أرضى بتقبيح الحسن 
أنا لا أرضى بترحيل الملايين عن الأرض ولا هدم سكن 
أنا لم أحرق سراييفو ولا حطمت كوسوفا ولا أحرقت عشاً أو فنن 
أنا ما أثكلت قلب الأم أو أشعلت نيران الشجن 
أنا ما زورت أوراقاً ولا أسقيت صبرا دمع شاتيلا ولا أحرقت بيت المقدس الغالي ولا أضررت قلبي بالإحن 
أنا ما خبأت كف الغدر في أنفاق باريس ولا أشعلت في الأرض الفتن 
خبروني بعد هذا أيها القوم من الوغد إذاً؟

خبروني بعد هذا أين آثار السقم؟ 
خبروني من يكون المتهم؟ 
أيها القوم اسمعوا منى حديث الواثقين
نحن بالإسلام نمضي تحت ضوء الشمس والنور المبين 
نرشد الناس إلى الخير وندعوكم إلى روض اليقين 
لا ترانا كلصوص الليل نمشي خائفين 
نحن والطغيان ضدان فلا نامت عيون الكاذبين 
ديننا الإسلام دين الحق والخير وأمن الخائفين 
هو لا يرضى بتشريد المساكين وقتل الآمنين 
هو لا يرضى بإهدار دماء الهاربين 
وبتفجير بيوت الله، تحطيم رؤوس الساجدين 
ديننا بوابة الإيمان والأمن وبستان اليقين

ديننا الإسلام دينٌ ينشر الخير وأسباب الرشاد 
ويصوغ السلم للناس وفاءا وصفاءا ووداد 
وإذا ما أفسد الباغون في الأرض دعانا للجهاد 
عندها تخفق راياتٌ وتمتد جسور الخير في كل البلاد
خبروني أيها القوم لماذا بعد هذا أُتهم 
ولماذا تزرعون الشوك في دربي وتلقون على بابي التهم 
ولماذا لا تقولون لداعي الحق والعدل نعم












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:26 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










نار القصيدة



يا شاعراً أجْرَى لنَا مِحْرَاثهُ

في الشَّعرِ حتىَّ أنبَتَ الأشجارا

عجَباً لأمرِكَ كيف تنْسي كُلَّم

يَجْري وتَصدِمُ وحدَكَ التَّيارا

جرَّبْ كغْيرِك أن تَقُولَ قصيدةً

بكْمَاءَ وابدأ نحوها المشوارا

يا من تُثَبِّطُني رويدَك إنَّني

لأرى وراءَ ظلامنا الأنوارا

كل الَّذينَ يلوَّنُونَ حُرُوفَهُم

كي يربحُوا سَيُوَاجِهُونَ خَسَارا

عَصْري محيطٌ للجِراحِ وإنَّني

أزْمَعتُ منْذُ طُفُولتي الإبْحَارا

سأظَلُّ أُشْعِلُ في الطَّريقِ قَصائدي

ليرى المُشَاةُ الشَّوك والأشجارا

سأظَلُّ أعزُف لحنيَ الباكي على

وَترِ الأَسى لنْ أرحَمَ الأوتارا

حتى أرى فجر العَقيدَة ضاحكاً

طلقاً وحتَّى أسمع الأطيارا

وهناكَ سوفَ أمدُّ ظلَّ قصائِدِي

ولسوفَ أُجْرِي تَحْتَه الأنْهارا

قلْ للَّذينَ يُشوّهونَ مَقاصِدي

حبِّي لَكُمْ جَعَلَ القصِيْدةَ نَارَا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:27 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










تهميش على دفتر الصداقة



أعفو ، إذا ركبَ الصديقُ الأصعب

وإذا رماني بالسِّهامِ و صوَّبا

وإذا تنكَّر للوفاءِ ، ولم يدعْ

للودِّ في بحر اللَّجاجةِ مَرْكبا

إنِّي لأعرضُ عن صديقي ، كُلَّم

أرغى وأزْبدَ بالخلافِ وأسْهبا

وأُحسُّ بالأسفِ الكبيرِ لأنَّهُ

أمسى منَ الذئبِ المخادِعِ " أذْأبا "

وأراهُ أحوجَ ما يكونُ إلى الذي

يحميهِ من أثر السقوطِ إذا كبا

قالوا: رماكَ بما يسوؤكَ صاحبٌ

واشْتدَّ فيما لا يسُرُّ وأغربا

وتغيَّرتْ أحوالُهُ ، فغدا على

ما لا تُحبُّ تلوُّناً و " تثعْلُبا "

فأجبتُ من قالوا ، بأنِّي لم أزلْ

أرجو له الغفرانَ فيما أذْنبا

قالوا: تطاول ، قلت : كم متطاولٍ

أمسى رفيقاً للهمومِ مُعذَّبا

قالوا : تجنَّى ، قلت : ذلكَ شأنُهُ

إنْ كانَ يرضى بالتَّجني مذهبا

قالوا : تنكَّر ، قلت ما ذنبي إذ

رضي الصحيحُ بأنْ يكونَ الأجْربا ؟!

قالوا: لقد كذبَ الحديثَ ، فقلت : م

شأني بمن وضع الحديث وكذَّبا ؟!

إنِّي أقولُ لمن جفاهُ صديقهُ :

كن أنت في ليل الجفاءِ الكوكبا

وإذا تقوقعَ في زوايا حقدِهِ

حَسَداً ، فكنْ أنتَ الفضاءَ الأَرْحبا

وإذا تمادى في التَّطاولِ صاحِبٌ

فاعلمْ بأنَّ العقلَ عنهُ تغيَّبا

واهْجُرهُ حتى يستعيد صوابَهُ

فأنا أرى هَجْر المُكابِرِ أصْوبا

واثبتْ ثباتَ "شَدَا" و "حُزْنَةَ" كُلَّم

لاقيتَ مهزوزَ الفؤادِ مُذبْذَبا

إنِّي أقولُ لمن أماتَ ضميرهُ

وقضى على معنى الوفاءِ وذوَّبا :

كم من صديقٍ في الحياةِ جنى الأسى

وجَنَى انتكاسَ القلبِ حينَ تقلَّبا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:27 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










يا ضيف وجداني



أبحرتُ فيك لأنّك البَحْرُ

ونَهِلْتُ منك لأنّك النَّهْرُ

أرسلتُ طرفي في دُجَى ألمي

فَرَنا إليكَ لأنّك البَدْرُ

أسقيتُ منك زُهور ذاكرتي

فتألَّقَتْ، وتألَّق الزَّهْرُ

وسألتُ عن فجري فبادَرَني

منكَ الضياءُ، لأنّك الفَجْرُ

وسألتُ عنك السُّحبَ فابتَسَمَتْ

بَرْقاً، وقالتْ: إنّك القَطْرُ

لمَّا جرى بكَ في يدي قلمي

شَدَتِ الحروفُ، وغرَّدَ الحِبْرُ

يا ضَيْفَ كلِّ المسلمينَ إذ

ما جِئْتَ جاءَ الأنسُ والبِشْرُ

بك ترتقي النفس التي شَرُفَتْ

بالصوم فيك، ويُشْرَحُ الصَّدرُ

يا ضيفَ كلِّ المسلمين، له

في كلِّ قلبٍ مؤمنٍ، قَدْرُ

يقْوى الضعيفُ بما يشاهده

من صائميكَ، فيُسْعِفُ الصَّبْرُ

ويحسُّ فيك الأغنياءُ بم

يشكو الجياعُ، ويصنع الفَقْرُ

فتكونَ أنتَ، دليلَ غافِلِهم

نَحْوَ العطاءِ، فماله عُذْرُ

يتواضع المتجبِّرونَ، إذ

صاموك حقّاً، يَذْهبُ الكِبْرُ

يا ضيفَ أفئدةٍ بك ابتهجَتْ

فتألَّق الإحساسُ والفِكْرُ

يا ضيفَ قلبي، أنتَ في لغتي

سِرُّ البيانِ، وفي فمي ذِكرُ

تمتدُّ في قلبي وأوردتي

لمّا تجيء، غُصونُكَ الخُضْرُ

ضيفٌ جميل الوجهِ طَلْعَتُه

بدْرٌ يُضيء، وأنْجُمٌ زُهْرُ

«رمضانُ» أحْرُفُه محبّبَةٌ

يهفو إليها النَّثْرُ، والشِّعْرُ

لمَّا أُسِطّرها على ورقي

تَزْهُو اليراعةُ، يُورق السَّطْرُ

شهرٌ إذا ما جاءَ رافقَه

أمنُ القلوب، وغادَرَ الذُّعْرُ

في صَوْمِهِ، وقيامه تَعَبٌ

حُلْوٌ، به يتعاظم الأجْرُ

وخَلُوفُ أفواهِ العِبادِ إذ

عَقَدوا الصِّيامَ، كأنه العِطْرُ

بالفرحتين يفوز صائمُه

وهما «لقاءُ اللهِ» و»الفِطْرُ»

الله متخصٌّ بمنحته

للصائمين، وعنده الذُّخْرُ

«رمضانُ» اسمٌ باذخٌ شرف

بجلاله يتحدَّثُ الدَّهْرُ

تكفيه ليلتُه التي شَرُفَتْ

قَدْراً، تتيه بفضلهالعَشْرُ

يعلو مقامُ الصائمينَ، إذ

نُشِبَ الصِّراطُ، وأقبل الحَشْرُ

بوَّابةُ «الريَّانِ» تَرْقُبُهم

لله هذا العزُّ والفَخْرُ

يا ضيفَ أفئدةٍ معلَّقةٍ

بالله، يُجْبَرُ عندها الكَسْرُ

يا ضيفَ وجداني ومُؤْنِسَهُ

يا مَنْ بسِرّكَ يَحْسُنُ الجَهْرُ

تبقى الشهورُ على تألُّقِه

تمضي، وأنتَ السَّيِّدُ الشَّهْرُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:28 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أنا مبحر


قالتْ : إلى من تُرسلُ الأشعار

ولمن تسوق حروفها أنْهارا ؟

ولمن تقدِّمُ شِيحِها وخُزَامه

وتزفُّ من كلماتها الأزهارا ؟

ولمن تطرِّزُ ثوبها وإلى متى

تبقى تُسامر ليلها ونهارا ؟

قالت:أراكَ بعثتَ شعركَ صرخةً

وصنعتَ منهُ الصَّارِمَ البتَّارا

أجريتهُ في الرملِ محراثا وهل

تعطي الرِّمالُ الزارعينَ ثمارا ؟!

قل لي بربكَ من تخاطبُ ، إنَّني

لأرى خِطابَ الغافلينَ خَسارا

فأجبتُ سَائِلَتي إجابة شاعرٍ

عرفَ الطَّريقَ إلى القلوبِ فسارا

للشعر قومٌ يعشقونَ حروفهُ

ويرونَ فيهِ الرَّوضَ و الأشجارا

ويرونَ فيهِ نجومَ ليلٍ كلَّم

جنَّ المساءُ تَاَلَّقتْ أنوارا

أنا مُبحرٌ لي في المُحيط سفينةٌ

من أحْرُفي لا ترْهَبُ الإبحارا

إنِّي أُخاطِبُ أُمَّتي ورجاله

ونِسَاءَها وكِبَارها وصِغَارا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:28 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










جبل الهمه



قرِّبي وجهكِ من وجه القصيده

لترتمي فيهِ معانيكِ الجديدهْ

واسألي عن مشرقِ العزَّةِ فيها

و عن المجدِ الذي وفَّى عهودهْ

و عن التاريخ مازال شغوفاً

برؤاها وسجاياها الفريدهْ

قرِّبي وجهكِ من إيقاع شعري

لتَري قُربَ الأماني البعيده

لتري أحرُفَ شعري يا نعاتٍ

وتَرَيْ روضَ شعوري ووُرُودَهْ

وتريْ قلبَ مُحِبٍّ لكِ أمسى

يطرُدُ الليلَ ويجتازُ سُدُودَهْ

يحملُ الهمَّ على حالكِ ، لكنْ

روحُهُ بالحُلُمِ الآتي سعيدهْ

إيهِ يا غزةَ ، صبرٌ واحتسابٌ

يا مِثالَ المُدُنِ الكُبرى العتيدهْ

إيِهِ يا غزَّةُ ، في عينِ القوافي

أملٌ رحبٌ وأسوارٌ مشيدَهْ

إنَّني أُبصرُ في ليلِكِ فجْراً

سيُزيحُ الليلَ عنَّا ويهُودَهْ

غزَّةَ الأَمجَادَ في عينَيكِ شمسٌ

نورُها يكشفُ آثاراً مجيدهْ

أقبلَ الفجْرُ رسولاً لانتصارٍ

ساق في دوامةِ الليلِ بريدهْ

جبَلُ الهِمَّة لا يقدر إلاَّ

مؤمنٌ بالخالق الهادي صُعُودهْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:29 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










حالي مثل حالك



يا من تُسائل عن مجالي حدثيني عن مجالكْ
أنا ما سلكتُ الدَّربَ لكنِّي تتبَّعتُ المسالِكْ
ورأيتُ أقربَ ما هُنا ، مازالَ أبعدَ ما هُنالِكْ
يا منْ تُعاتبني ، أقلِّي اللومَ ، حالي مثلُ حالكْ
سِرُ انشغالي عنكِ يا ريحانتي سرُّ انشغالكْ
أولم يكن سبب احتفالي بالهوى سبَبَ احتفالكْ؟!
أولم يكنْ لَهَبُ اشتغالي بالأسى لَهَبَ اشتعالِكْ ؟!
أولم يكن يومَ انتقالي راحِلاً ، يومَ انتقالِكْ ؟!
لا تطلبي سبب اعتلالي ، إنَّهُ سبب اعتلالكْ
عفواً ، فإنَّ الحزنَ في قلبي تسلَّلَ من خِلالِكْ
إنْ تسأليني عن حبالي فهيَ جزءٌ من ْ حِبالِكْ
أو تسأليني عن خيالي فهو بابٌ من خيالِكْ
أو تسأليني عن جوابي فهو يولدُ من سؤالِكْ
أنا ما ارْتَجَلتُ مواقفي،لكن هربتُ من ارتجالِكْ
ومن احترافِكِ للتَّذبْذُبِ في المواقفِ واحتيالكْ
وكأنَّ عاقبة التَّذبْذُبِ لم تكن تخطر ببالِكْ
أنا ما أبحتُ لكِ احتلالي أو جنحتُ إلى احتلالكْ
لكنها الأقدارُ في الدُّنيا تُعرِّضُنا لذلكْ
إن كانَ نجمُكِ ساطعاً فظلامُ ليلِ البُعدِ حالِكْ
ريحانتي لا تسأليني عن هدوئي و انفعالِكْ
أنا لستُ أُفتي في المدينةِ إنَّما الفتوى لمَالِكْ
إنِّي ابتهَلْتُ لخالقي ، فلترفعي صوتَ ابتهالِكْ
إنِّي اعتدلتُ وما جنحتُ فكافئيني باعتدالكْ
فأنا بفضل الله لا أُلْقي بنفسي في المَهَالِكْ
لي منْ يقيني أَلْفُ مُنتجَعٍ ، ومنْ ثقتي مَمَالِكْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:10 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










إشراقة أمل



ستار ظلام الليل سوف يجاب

وتسقى بأضواء الصباح رحابُ

وسوف يبين الفجر ما كان خافياً

ويفتح من بعد التغلق بابُ

وتشدو عصافير المنى بعد صمتها

ويخلع ثوب الشؤم عنه غرابُ

وتخلص من معنى التشاؤم بومةً

لها لغة من حبها وخطابُ

وما الشؤم إلا في نفوسٍ مريضةٍ

عليها من اليأس الثقيل حجابُ

أقول لمن زلَّ الطريق بخطوهِ

ومَنْ عَزْمُهُ عندَ الخطوبِ يُذابُ

سيمنحنا وجهُ الهلال استدارةٌ

ويفتحُ باباً في الظلامِ شِهابُ

ستورِقُ أشجار الوفاء وترتمي

قشورٌ، ويبقى للصَّبورِ لُبابُ

ستخصبُ أرضُ الحب منْ بعدِ جدْبها

ويُسْعفها بعدَ الجفافِ سحابٌ

سنرقى ونرقى ثم نرقى،لأنَّنا

تُحَكَّمُ فينا سنَّةٌ وكتابُ

لنا الكعبة الغراء والمسجدالذي

بناه الرسولُ المُجْتَبى وصِحابُ

لنا المسجد الأقصى وصخرته التي

تحومُ قرودٌ حولها وذئابُ

ثلاثةُ أقطابٍ تكاملحُسنُها

وعزَّ بها في العالمينجنابُ

وألَّفها وحيُ السَّماء علىالهدى

فطابتْ لأصحاب اليقين وطابوا

إذا سُئل التاريخُ عن سرَّمجدهِ

فمنَّا وفينا للسؤال جوابُ

وما الليلُ إلا رائدُ الفجرِ بعدَه

تُغرْدُ شمسٌ يستبينُ صواب












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:11 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










إلى أين؟



حاولت النوم فساءلني
قلبي المكلوم إلى أين؟؟؟
أتنام وتنسى آلامي
والسهر على الشاعر دين؟؟
تتركني في قبضة حزني
وتريح بغفوتك العين؟!
ياقلبي مزق أوهامي
وأرحني من ذكرى البين
دعني أتمتع ياقلبي
بالراحة لو طرفة عين












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:11 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










خفقان قلب الشعر



خفقان قلب الشعر ، أم خفقاني

أم أنه لهب من الأحزان

ماذا يقول محدثي؟ أحقيقة

ما قال ، أم ضرب من الهذيان؟!

ما لي أرى ألفاظه كحجارة

ترمي بها الأفواه للآذان

الشيخ مات" عبارة ما خلته

إلا كصاعقة على الوجدان

أو أنها موج عنيف جاءني

يقتاد نحوي ثورة البركان

يا ليتني استوقفت رنة هاتفي

قبل استماع نداء من ناداني

أو أنني أغلقت كل خطوطه

متخلصا من صوته الرنان

الشيخ مات" أما لديك عبارة

أخرى ، تعيد بها اتزان جناني

قل لي بربك أي شيء ، ربم

أنقذتني من هذه الأشجان

قل لي بربك أي شيء ، قال لي

عجبا لأمرك يا فتى الفتيان

أنسيتَ أن الموت حق واقع

ونهاية كتبت على الإنسان؟!

أنسيتَ أن الموت حق واقع

وجميع من خلق المهيمن فان

أنسيتَ ؛ لا والله لكني إلى

باب الرجاء هربت من أحزاني

"الشيخ مات" صدقتَ ، إني مؤمن

بالله ، مجبول على الإذعان

الشيخ ، لا بل قلعة العلم التي

ملئت برأي صائب وبيان

هو قلعة العلم التي بنيت على

ثقة بعون الخالق المنان

وأمامها هزمت دعاوى ملحد

وارتد موج البغي والبهتان

وتطايرت شبه العقول لأنه

وجدت بناء ثابت الأركان

أنست بها نجد ، ومهبط وحين

واسترشد القاصي بها والدَّاني

هو قلعة ظلت تحاط بروضة

خضراء من ذكر ومن قرآن

صان الإله بها عقيدة أمة

في عصرنا المتذبذب الحيران

ماذا تقول قصائد الشعر التي

صارت بلا ثغر ولا أوزان؟!

ماذا تقول عن "ابن باز" إنه

ستظل عاجزة عن التبيان

ماذا تقول عن التواضع شامخ

وعن الشموخ يحاط بالإيمان؟

ماذا تقول عن السماحة والنهى

عن فقه هذا العالم الرباني؟

مات "ابن باز" للقصائد أن ترى

حزن القلوب ، وأدمع الأجفان

في عين "طيبة" أدمع فياضة

تلقى دموع الطائف الولهان

"والخرج " تسأل و "الرياض" و "مكة"

عن قصة مشهورة العنوان

عن قصة الرجل الذي منحت له

كل القلوب مشاعر اطمئنان

ما زلت أذكر صوته يسري إلى

أعماقنا بمودة وحنان

يُفتي وينصح مرشدا وموجه

ومعلما للناس دون توان

نور على الدرب" ارتوى من فقهه

وسرت منابعه إلى الظمآن

يا رب قد أصغت إليك قلوبن

وتعلقت بك يا عظيم الشان

الشيخ مات" عليه أندى رحمة

وأجل مغفرة من الرحمن












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:12 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










في جنح الظلام



الليل ما أروعة و المنى
ترمقني من خلف ظلمائهِ
قرأت في دفتره قصتي
من ألف الحبِّ إلى يائهِ
ناجيت فيه النجم حتى غفا
لما دنا الفجر بأضوائهِ
وقلبي الولهات في لهفةٍ
تظمئه من لي بإروائهِ ؟!












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:12 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










غابة الظلم



غابةُ الظُّلم سَرَتْ منها الضَّواري

حين لا يقوى على الإدلاج ساري

غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً

تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار

خرجت من غابة الظُّلم نهاراً

كمساءٍ، ومساءً كنهارِ

لبست ثوبين ثوباً من بريقٍ

يخدع الناس، وثوباً من سُعار

كشفت أنيابُها عن خلجاتٍ

تعشق الظلمَ وتهفو للدَّمار

تأكل الأخضرَ واليابسَ، ترمي

كلَّ من تلقاه في الدَّرْب بنار

ما لها حِسٌّ ولا عَقْلٌ يُريها

سوءَ ما يَجْلِبُه هَدْمُ الدِّيار

كلَّما لاحت لها أشجارُ روضٍ

يانعاتٌ، طَوَّقَتْها بحصار

ومضت تقتلع الأشجارَ حتى

تَبْلُغَ الغايةَ من جَنْي الثِّمار

تُشعل الحقل الذي ترتع فيه

ثم تمضي عنه من غير اعتذار

تعشق الإفسادَ في الأرض وتأبى

أن ترى أرض سواها في ازدهار

تَرِدُ النَّبْعَ، فما ترحل إلاّ

وهو يشكو من فسادٍ وانحسار

ربَّما ترحم بالقتل صغيراً

وبثوب الموت تكسو جسمَ عاري

ربَّما تحنو على الناس، ولكنْ

بالصَّواريخ وآلاتِ انشطارِ

وإذا ما أسرفتْ في العطف ألْقَتْ

بعناقيدِ الرَّدى في كلِّ دار

ربَّما تُحْسِنُ للجارِ، ولكن

بالذي تُحْسِنُ من سوء الجوار

يا وحوشَ الغابةِ السوداءَ، إنَّا

لم نعد في سوءِ مَسْراكِ نُماري

بين أنيابكِ أشلاءُ الضحايا

وعلى شِدْقَيْكِ آثارُ احمرارِ

كُلُّ مَنْ في هذه الأرض يراها

رَأْيَ عينٍ، بعد تمزيقِ السِّتارِ

افرحي بالوهم، تيهي في غرورٍ

عَرْبدي في الجوِّ، غُوصي في البحارِ

سوف تلقيْن من الله جزاءً

عاجلاً، يُلْقيكِ في نار البَوَار

أبْشري يا غابةَ الظُّلْمِ بخوفٍ

وارتكاسٍ في الرّزايَا وانكسار

سَطْوَةُ الظالم، دَرْبٌ للمآسي

ينتهي فيه إلى ذُلّ وعارِ

إنَّما الظُّلْمُ طريق الموتِ، مهما

حَقَّق الظالمُ من وَهْمِ انتصارِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:13 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










عندما يكون العتاب دليلا على الحب



عصى الدمع عيني فلم يهطل

وقلبي بنار الأسى يصطلي

أيا مقلتي أنا في حاجة

إلى دمع عيني فلا تبخلي

فما يغسل الحزن عن خاطري

سوى الدمع همي به ينجلي

أيا ساكنا" في فؤادي متى

تريح وترتاح يامشغلي

وأين أراك على دربنا

تسير على عهدك الأول

حملتك في القلب ريحانة"

فكيف تحولت كالمنجل

حصدت السعادة في خاطري

ولم تتمهل ولم تمهل

لقد كنت كالشهد في طعمه

فصرت أمر من الحنظل

أيا راحلا" خلف أهوائه

تأمل حنيني ولا ترحل

نزلت إلى السفح مستسلما"

فياليت أنك لم تنزل

وياليت أنك أدركت ما

وراء السراب ولم تغفل

وسالمتني ثم حاربتني

فهل كنت تبحث عن مقتلي؟

وكيف جعلت ربيع المنى

خريفا" وقد كنت كالجدول؟

لقد ذبل الزرع في روضتي

ولولا جفاؤك لم يذبل

فكيف أمد إليك يدا"

وسهمك مازال في المفصل؟

أيا صاحبي لا تدعني على

طريق الظنون بلا موئل

إذا صدق الناس في سعيهم

فسوف يسيرون للأفضل












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:13 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










عندما يرتحل القلب



رحلت؟كلا، ولكن قلبي ارتحلا

فمن يقول إذا أقبلت حيهلا؟

ومن يسافر في قلبي يرى أملا

عذبا" ويبصر في أطرافه وجلا؟

ومن يصفف شعر الليل،لا رقصت

نجومه بعد أن غبنا ولا احتفلا؟

ومن يلقن ضوء البدر أغنية

كنا نكتمها عن غيره خجلا؟

ومن يطمئن نفسي بعد وحشتها

ومن يجفف دمعي بعد ما انهملا؟

ومن يرد إلى صبري كرامته

من بعد ماضاق عن جرحي وما احتملا؟

رحلت؟كلا، ولكن بسمتي رحلت

وكل مايجلب الأفراح لي رحلا

هذا هو الفجر قد جفت منابعه

كأنه شفة لم تعرف القبلا

وسافرت في مداها الشمس واجمة

وجوم فاتنة تستعطف الأملا

باتت وفي أذنيها صوت فارسها

وأصبحت تتلقى خطبها الجللا

يامن تسطر في سفر الفؤاد هوى

قد صار للسحر من تأثيره مثلا

أقفلت باب الرضا بعد الرحيل فهل

علمت أن حصان الشوق قد جفلا

وأن أرضي التي غادرتها لبست

ثوب الجفاف وصارت بعدكم طللا

وأن ذاكرتي صارت مغلقة

عن غير ذكراك لم تحفل بما حصلا

وأن طعم حياتي صار بعدكموا

مرا،وكان بكم فيما مضى عسلا

ماذا دعاك إلى بعد جعلت به

قلبي الحزين لأصناف الأسى نزلا؟

أما علمت بأني يامعذبتي

حملت قلبا" بحبل الرقة اتصلا؟

أبيت أحمل هم الناس أحسبني

من أجلهم شاعرا" عن نفسه شغلا

ماحيلتي في فؤاد لست أملكه

كم سار في طرقات الهم وانتقلا

إني أقول ونفسي عنك راضية

والصبر فتح في قلبي له سبلا:

لا تسأليني عن الحزن الذي قطفت

يداه جذع ابتساماتي بما حملا

لا تسأليني فلي رب ألوذ به

ولست أبغي به من خلقه بدلا

كم حاسد همه استعباد موهبتي

لو صح للسهل أن يستعبد الجبلا

يامن إذا أقبلت جاء الربيع على

آثارها وإذا ماغادرت نكلا

عرفت إحساس قلبي فارحميه وإن

قتلت حبي،فكوني خير من قتلا!!












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:14 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










من أنتِ؟



مَنْ أنتِ، والتفتَتْ إليَّ، وصَمْتُها
مني برغم جفافها يُدْنيها
مَنْ أنتِ، واشتعلتْ على أَهدابها
نظراتُ حُزنِ كاللَّظى تُصْليها
من أنت؟، وانطفأت شموعُ حديثها
مثلَ انطفاء اللّحن من شاديها
أنا وجهُ أرملةِ، وعينُ يتيمةٍ
وفؤادُ ثَكْلَى، بُؤسُها يطويها
أنا مَنْ أُسَمَّى “القدس” كيف نسيَتني
أنسيتَ أرملة شكا شاكيها؟!
أنسيت مَن ترنو إليكم، مثلما
ترنو مشرَّدةٌ إلى واديها؟!
“القدسُ” من معنى القداسةِ أحرفي
معنى يَزيدُ مكانتي تَنْزيها
بالمسجد الأقصى شَرُفْتُ، وإنما
تُعلي الكريمةُ قَدْرَ مَن يُغليها
أنا من أُسمَّي “القدس” يَلْفُحُها الأَسى
والمعتدي بسهامه يرميها
أنظرْ إليَّ بعين مَن لا يرتضي
ذُلاّ، ولا يتقبَّل التَّشويها
وانقلْ لأمتك الحديثَ فربَّما
فَطِنَتْ إلى أهدافِ مَنْ يُغويها












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:14 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










بسلامة الصدر الحياة تطيب



بسلامَة الصَّدر الحياةُ تطيبُ

وتفيضُ بالحبِّ الكبيرِ قلوبُ

كالشمس يعصف بالظلام شُرُوقه

وتُعتِمُ الآفاقَ حينَ تغيبُ

في القلبِ ميزانُ العبادِ ، فإنْ صف

فالعيشُ صافٍ ، و البعيدُ قريبُ

وإذا تخثَّر بالضَّغائنِ و الهوى

فالقلبُ " كوزٌ " فارغٌ مقلوبُ

إنِّي أقول لكلِّ من في نفسِهِ

" شيءٌ " يعكِّرُ صفوها ويشوبُ :

ما هذه الدُّنيا سوى أُرجوحةٍ

للناسِ فيها عثرةٌ ووثُوبُ

مقياسُنا فيها شريعتُنا التي

فيها لسُؤْلِ السائلينَ مُجِيبُ

و الصبرُ فيها زورقٌ ، مهما عل

موجٌ ، يظلُّ يخوضُهُ ويَجُوبُ

إنْ قالَ فيكَ النَّاسُ قولَةَ ظالمٍ

فالقولُ عندَ إلهنا مكتوبُ

لا تبْتَئسْ منْ شاتمٍ مُتطاولٍ

أبداً ، فإنَّ الشاتِمَ المغلوبُ

دعْ عنكَ منْ يُبدي ابتسامَتَهُ على

دَخنٍ ، وسُمُّ لسانِهِ مسكوبُ

وانظر إلى خير العبادِ "مُحمَّدٍ "

كم نالَهُ من قومِهِ التَّثْريبُ

شتموهُ حتَّى في طهارةِ عرْضِهِ

ورموهُ ، وهوَ مُكرَّمٌ محبوبُ

صنفانِ يصعُبُ أن تنالَ رضاهُم

مهما تُحاوِلُ ، حاسِدٌ وكذوبُ

إنِّي أقولُ ، وفي عروق قصيدتي

أملٌ ، وصوتٌ للوفاءِ حبيبُ :

يا كُلَّ من يلوي عِمامةَ عالِمٍ

تلكَ الأمانةُ ، والإلهُ رقيبُ

لُمُّوا الشتاتَ ، فإنَّنا في عالَمٍ

قد فرقتهُ عن الصراطِ دُرُوبُ

من حولكم يا قوم ألفُ قذيفةٍ

يرمي بها التفسيق و التغريبُ

ومن التَّنطُّعِ و التَّطرُّفِ حولكم

نارٌ لها بينَ العقولِ لَهيبُ

فإلى متى يبقى التناحر بينكم

وإلى متى يتأوَّهُ المكروبُ ؟!

العلمُ ميراثُ النُّبوَّةِ و الهُدى

ولأهلهِ الأخلاقُ و التَّهذيبُ

همْ قُدوةُ الأجيالِ ، أنَّى يقتدي

جيلٌ بمن هو في الخلافِ يلوبُ

لا خيرَ في علمٍ إذا لمْ يَرْعَهُ

عقلٌ ، ولمْ يحدِبْ عليهِ لبيبُ

كم في الحياة قديمها وحديثه

من عالِمٍ ، وضميرُهُ مثقوبُ

أنَّى تُفيدُ غزارةُ العلم الفتى

وفؤادُهُ عن حلمِهِ ، محجوبُ ؟!

في منهج الإسلام صقْلُ نفوسن

وإليهِ عند الحادثاتِ نثوبُ

فإذا أصبنا ، فالإصابةُ غايةٌ

ما أسعدَ الإنسانَ حينَ يُصيبُ

وإذا تعثَّرنا بحبلِ خطيئةٍ

يوماً ، فإنَّا للإلهِ نتوبُ

نستغفرُ الله العظيمَ ، فإنَّهُ

سبحانهُ الغفَّارُ حينَ نُنِيبُ

وبعفوهِ ترقى النفوسُ ويزدهي

وجهُ الحياةِ ، و يُحسنُ التَّصْويبُ

يا كُلَّ من يلوي عمامةَ عالمٍ

لا تجعلوا ظنَّ العبادِ يخيبُ

تبدو لنا قِمَمُ الجليدِ شوامخ

لكنها تحتَ الشُّعاعِ تذوبُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:15 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










خالي العزيز



خالي العزيز رحلتَ عن دنيان

وتركتنا فيها نجرُّ خُطانا

كُنَّا نؤمِّلُ أن نراكَ وإنْ نأى

بكَ منزلٌ عنَّا وأنتَ ترانا

حتى إذا كتب الإله قضاءهُ

فارقتنا فتعذَّرتْ لُقيانا

ما عاد لي أملٌ بلُقيا راحلٍ

عشنا الطفولة عنده وصبانا

سبعونَ عاما في الحياة وسبعة

صارتْ لعُمرك عندنا عنوانا

أفنتكَ أم أنتَ الذي أفنيته

لا فرق مادام التفرُّق كانا ؟

أَطَويْتَ عمركَ ، أم طواك ، كلاهم

يتساويانِ وقد نأيتَ مكانا ؟

تمضي بنا الأعوامُ ، يطوي بعضه

بعضاً ، ويطوي طيُّها الإنسانا

خالي العزيز ، رحلت رِحلة فارسٍ

ركب المصاعبَ في الحياة حصانا

عرفتكَ أوقاتُ الصلاةِ مُبادر

صوتَ الأذانِ ، تُرتِّل القرآنا

ورآكَ شهرُ الصَّومِ عاشق صومِهِ

وأخا قيامٍ ينشدُ الرَّيَّانا

مرَّ الزَّمان كأنَّما هو لحظة

جمعتْ ثوانيها لنا الأزمانا

وكأنَّما هو طَيْفُ حلمٍ عابرٍ

لمَّا تعلَّقنا به جافانا

سبقاكَ ، جدِّي ، والحبيبةُ جدَّتي

سبقاً أثار شجوننَا وأسانا

وتقدَّمتْ أمِّي التي من أجلن

كانت بِصدقِ عطائها تتفانى

رحلت عن الدنيا بِنبضِ قلوبن

معها ، وأبقتْ عطفها وحنانا

ما زلتُ أذكرها تحوِّل كفَّه

حقلا بخير ثمارهِ غذَّانا

وتحوِّلُ الأهداب ظلاَّ كلَّم

هبَّتْ رياحُ همومنا غطَّانا

رحلوا عن الدُّنيا فصار بكاؤن

لغةً تصوِّرُ قَدْرَ منْ أَبكانا

وَرَحلتَ أنتَ الآن مِثلَ رحيلهم

فكأنَّما الماضي يعودُ الآنا

هل تلتقي الأرواح ، ذلك علمهُ

عند المهيمنِ خالقاً منَّانا ؟

خالي العزيز يكادُ يلجمُ أحرفي

ألم الرَّحيل ، و يُلجمُ الأوزانا

وأكادُ أشعرُ أنَّ كلَّ إشارةٍ

للذكرياتِ تؤجِّجُ النيرانا

ماذا سأذكرُ من حياةٍ كلُّه

ذكرى ، وذكرى تبعثُ الأشجانا

هل أذكر البيت القديم من الحص

و الطِّينِ شيَّد أهلهُ البنيانا ؟

هل أذكر (السَّنُّوتَ ) في أحواضهِ

و ( بعيثَران ) الدَّارِ و ( الرَّيحانا ) ؟

هل أذكر الجبل الأشمَّ وحولهُ

شجرٌ يمدُّ غصونَهُ خِيطانا ؟

أم أذكر ( الشِّعبَ الخصيب ) ولوزَهُ

و التينَ والزَّيتونَ والرُّمَّانا

أم أذكر (الكُرَّ) الصغير و(قفَّهُ)

و ( الغَرْبَ ) يصعدُ مفعما ملآنا

أم أذكر (المَحَّالَ) و ( الدَّرَّاج ) في

نغميْهِما صوتُ المَدَى نادانا

يتسابقان و( للمقاطِ ) و ( للرِّشا )

أثرٌ عميق فيهما قدْ بانا

تلك السَّواني تنزح الماء الذي

في الكُرِّ حتَّى تُنعشَ الأغصانا

هل أذكر المطرَ الغزير إذا هَم

سحًّا وأذكر بعدها الغُدْرَانا

ماذا سأذكر أيُّها الغالي الذي

هجر الطريقَ وفارقَ الميدانا

قالت : أراكَ حزِنتَ ، قلت لها : نعم

إنَّ الفراقَ يؤجِّجُ الأحزانا

قالت : وأين الصبرُ ، قلت لها : معي

فأنا أخوض بِصبريَ الطُّوفَانا

فالصبرُ عند الصدمة الأولى إذ

حمَّ القضاء ، يُهدِّئُ الوجدانا

ورضا النفوس بما يقدر ربُّه

شرفٌ تنالُ بنيلِهِ الإحسانا

ويظلُّ في لغةِ الأسى بابٌ لن

حتَّى نعبِّرَ فيهِ عن شكْوانا

لا بأس من حزنٍ ودمعٍ ، دونم

جزَعٍ ، تفجَّرُ نارُهُ بركانا

لا تسألي ، يا من سألتِ فإنَّ لي

في كلِّ ما سطَّرتُهُ برْهَانا

الخالُ في نظَر الشريعةِ والدٌ

فبهِ الرسول المصطفى وصَّانا

يا قلبُ ، خفِّف من أنينكَ راجع

للهِ ، واجعلْ ذِكرهُ اطمئنانا

لا تجعل الحزن المُهَيمنَ صاحب

يعطيكَ من حسراتِه ألوانا

إنَّ الحزينَ إذا تعاظمَ حزنُهُ

حسبَ الخلائقَ كلَّهنَّ حَزَانى

خالي العزيز ، فمُ القصيدةِ لم يزلْ

متلعثما ، وفؤادُها حيرانا

عجزتْ وربِّكَ أنْ تصوِّر لوعتي

أنَّى تصوِّرُ جمرةً ودُخانا ؟!

لكنني أطفأتها بتصبُّري

وجعلتُ طاعة خالقي ميزانا

طيَّرتُ سرباً من دعائي صاعد

نحوَ السماءِ أناشِدُ الرَّحمانا

يا ربِّ هذا الخالُ أمسى وَحدهُ

فامنح لهُ أنساً وهَبْهُ أمانا

وافتح له أبوابَ رحمتك التي

تدنِي إليه الصَّفح و الغفران

أسكنه يا ربِّي و كلَّ موحِّدٍ

سلكَ الطَّريق المستقيم جِنانا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:15 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










في خليج العقبة



أعرِفُ المرجَانَ أقفو نَسَبَهْ

حين أدنو من خليجِ العَقَبهْ

مثْلَما أعرفُ أقصانا ، تَرَى

عينُ قلبي من بعيدٍ قُبَبَهْ

مثْلَما أعرِفُ ليلي ، حينم

يضحك البَدْرُ ويُغري شُهَبهْ

أعرفُ المُرجانَ ، ما أبصَرَه

غائصٌ في العُمقِ إلاَّ جَذَبهْ

حِقبٌ مرَّتْ بهِ في بحرهِ

ليتَ شعري،كيف أُحصي حِقَبَهْ ؟

ليتَ شعري ، أَهْوَ في لُجَّتِهِ

يعشق الموجَ ، ويهْوى صَخَبهْ ؟

ليتَ شعري ، أَهْوَ يدْري بالذي

سلبَ القُدسَ ، ومَاذا ارتَكَبهْ ؟

لو رأى المَرْجَانُ ما أحْدَثَهُ

غاصِبُ الأقصى ، لأبْدى غَضَبَهْ

هوَ خيرٌ من رجالٍ باركو

لعَدوِّ الله فِيمَا اغْتَصَبهْ

أيُّها المُرْجانُ ، هَذي أحْرُفي

أقْبلَتْ باكيَةً مُنْتَحِبهْ

أنتَ في بحرِكَ أصفى مَشْرب

منْ طرِيْدٍ لا يُلاقي مَشْرَبهْ

كُلَّما سار إلى مَنْبَعِهِ

صدَّهُ الباغي ، وأدْمى عَقِبهْ

أيُّها المرجانُ ، هلاَّ كُنتَ لي

صاحِباً يحْمَدُهُ منْ صَحِبَهْ

في فمي ملْحٌ ، و في قلبي أسىً

وأنا أبصِرُ زيفَ الكَتَبَهْ

وأنا أُبصِرُ في إعلامِن

جَوْقَةً يَصْطَنِعونَ الجَلَبهْ

جعلوا سيفَ البطولاتِ عَصَ

وحِصانَ الحقِّ خَلَفَ العَرَبهْ

في فؤادي المسجد الأقصى وم

لامَسَتْ رِجْلايَ منه العَتَبَهْ

دونهُ اللِّصُّ الذي يسْرِقُهُ

كُلَّما جاءَ مُحِبٌّ ضرَبهْ

وإذا أبصرَ شيخاً قاصد

ساحَةَ الأقصى ، بعنفٍ سَحَبَهْ

دونَ أحبابي جدارٌ فاصِلٌ

وعميلٌ يدُهُ مُضْطَرِبَهْ

و عُقُولٌ وَعْيُها مُسْتَلَبٌ

وقلوبٌ رُوحُها مُسْتَلَبَهْ

وقراراتٌ إذا ما صَدَرَتْ

حرَّكَ ( الفيتو ) عليْها ذَنَبَهْ

وبقايا دولٍ غافلةٍ

لا ترى اللِّصَّ و لا ما سَلَبهْ

أيُّها المَرْجَانُ يا خِدْنَ المَدَى

يا حَلِيفاً للبِحارِ اللَّجِبَهْ

ستراني ضَاحِكاً مُسْتَبْشِر

ألْثُمُ الأُفقَ وأَطْوي سُحُبَهْ

سَتَرى فرْحَةَ شعري حينم

يَمْلِكُ الحالِبُ ما قدْ حَلَبهْ

حينما أُبصِرُ أقصانا لن

و خَليلَ الدَّمْعَةِ المُنْسكِبهْ

وأرى غزَّةَ في عافيةٍ

بعدَ جُرْحِ الحَمْلَةِ المُلْتَهِبَهْ

وأرى القُدْسَ لنا خالِصةً

وأرى عِزَّتَنا و الغَلَبهْ

حينها سوفَ تراني مُبْحِر

بنشيدي في خليجِ العقَبَهْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:16 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أنت علمتني !!



أنتِ علَّمتني الغُرورَ الجميلا

منذ أسْرجْتِ للهوى القنْدِيلا

أنتِ غذَّيتني منَ الحبِّ شهْداً

أنتِ أسقيتني بهِ السَّلْسَبيلا

أنتِ علَّمتني جنونَ القَوافي

أنتِ صيرتِها لعشْقي حُقُولا

أنتِ سلوايَ كلَّما رُمْتُ بُعْدا

كان ما رُمْتُ نَيْلَهُ المُسْتَحيلا

أنتِ علَّمْتِنِي غرُورَ مُحِبٍّ

ذاقَ طعمَ الهوى ، فَصَبراً جميلا

لا تقولي : إنِّي أحبُّك ، إنِّي

كُلَّما قُلْتها أزيدُ فُضولا

هيَ لو تعلمينَ شُعْلةٌ نارٍ

أحْدَثتْ في الفؤادِ لذْعاً جميلا

لا تقولي : إنِّي أُحبُّكَ ، إنِّي

لأرى وقعُها عليَّ ثقيلا

ألْزمي ثغركِ الجميلَ بصمْتٍ

قبلَ أنْ يُصبِحَ العنَاءُ طويلا

قبلَ أنْ يُصْبحَ الهدوءُ ضجِيجاً

ويهُزَّ الجريحُ سيفاً صَقِيلا

قبلَ أنْ تُصبِحَ الحروفُ سيوفاً

ضارِباتٍ وَوَقْعُهُنَّ صَلِيلا

قبلَ أنْ تُصبِحَ القوافي خيولاً

جامحاتٍ ولَحنُهُنَّ صَهِيلا

أنا لولا همومُ قومي لأضحى

لكِ شعري دوحاً ، وظِلاًّ ظليلا

وغدتْ أحرفُ القوافي زهوراً

ولأضْحَى مِزَاجُها زنجَبيلا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:16 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










حداء على أسطول الحرية



أيُّها العالمُ جارَ الظالمون

وتمادى في التجنِّ الحاقدون

وأصابَ العدلَ في مقتلهِ

ظالمٌ باغٍ تولاهُ الجنون

أيها العالمُ جاوزتْ المدى

وترفقت بمن لايرحمون

خُذ مدى الصرخةِ واسأل بشر

شرِبوا الغفلةَ فيما يشربون

هل رأيتم سُفُنَ الخيرِ التي

نالها البغيُ وأنتم تنظرون؟

هاجمتها قوةٌ وحشيةٌ

ورماها بالرصاصِ الغادرون

أهدروا فيها دماءً حرةً

واستباحوها وأنتم صامتون

لم يعد واللهِ من عذرٍ لكم

قامت الحُجَّةُ مهما تدَّعون

دولةُ الإرهابِ ساقتكم إلى

خندق الظلمِ على ماتكرهون

صمتكُم ظُلمٌ كظلم المعتدي

كلكم في إثمهِ تشتركون

كلكم واللهِ في مستنقعٍ

من تداعيكم علينا تغرقون

أيُّها العالمُ لا قانونُكم

يردعُ الباغي,ولا هم يحزنون

لَمْلِموا أوراقَكم وارتحلو

عن حمى الإسلامِ يامستخربون

أغلقوا هيئتتكم فهي لكم

ملعبٌ,أنت عليهِ اللاعبون

لاتقولوا مجلسُ الأمنِ فم

وجدَ الأمنَ لديهِ الخائفون

دولٌ كبرى وصغرى قاده

بالأباطيلِ اليهودُ المرجفون

ماكذبنا في الذي قلنا لكم

إنما أنتم علينا تكذبون

كم بعثنا من نداءٍ صادقٍ

فوجدنا أنكم لاتسمعون

هذهِ غزَّةُ قد حاصرَه

صمتُكُم عمَّا جناهُ الغاصبون

كُلُّكُم حاصرها في سجنِه

كلكم في ظلمها تجتمعون

أيُّها الحكامُ في أوطانِن

ليتَ شعري,مالذي تنتظرون

أُكِلَ الأسودُ والأبيضُ في

جولةِ البغي وأنتم سامدون

دولةُ الإرهابِ لن يردعه

من على أوراقها يجتمعون

إنَّما يردعها عن ظلمه

وتماديها الرِّجالُ الصابرون












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:17 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










رضاعة الرجل الكبير



يا أَهلَنا, يا ربَعنا يا كل شيخٍ أو أميرْ
يا كُلّ ذي عقلٍ وإحساسٍ وذي نظرٍ بصيرْ
يا كُلّ ذي علمٍ ومعرفةٍ ومقدارٍ كبيرْ
يا كلّ من قرأ الكتاب وسنّة الهادي البشيرْ
يا أهل مكّة, مبهط القرآنِ, ناشرة العبيرْ
يا أهل طَيْبَة والرياض وأهل تاريخٍ قديرْ
يا أهل دينٍ كاملٍ بِهُداهُ تنّشرح الصدورْ
ما بالكم تتعاركون على الصريح من الأمورْ
هي في شريعتنا كضوء الشمس والفجر المنيرْ
عجباً لمن شُغلوا عن القولِ المسدَّد بالصّفِيرْ
وعن العظيم من المواقف والمبادئ بالحقيرْ
وعن الزّرابيّ الجميلةِ والمفارش بالحصيرْ
إني لأسال منْ ينادي بالتبرُّج والسُّفورْ
أَعلى اختلاط نسائنا ورجالنا يُبْنَى المصيرْ
يا أهلنا, يا ربعنا يا كلّ ذي نظرٍ بصير
أهل الشهامةِ والكرامةِ من إناثٍ أو ذكورْ
يا من سكنتم في الخيام ومن سكنتم في القصورْ
يا مَنْ أراكم كالنّخيل الباسقاتِ وكالزهورْ
هذي تجود بعطرها والنّخل يمنحنا التُّمورْ
يا كلّ ذي قلبٍ يحبُّ الرّفق والأمر اليسيرْ
ويحبُّ مصلحة البلاد يَصُدُّ عنها من يُغيرْ
يا كلّ صقرٍ لم يزل في أُفْقه العالي يطيرْ
ما بَالنُا في غفلةٍ عن حال عاَلـَمِنَا الخطيرْ ؟
الغرب في دوّامة الأحداث يبحثُ عن مُجيرْ
ما زال يشرب عَلْقماً ويعيشُ في لهب السّعيرْ
تتساقط الأخلاق فيه إلى الحضيضِ بلا نكيرْ
وقوارعُ الأحداثِ تُشعِرُنا بدائرةٍ تدورْ
والقدس في خطرٍ وغزةُّ تشتكي حَـرُّ الهجيرْ
وعراقنا في ضنْكِه وسجون حسرتِه أسيرْ
ومذابح الأفغان تعصفُ بالكبير وبالصغيرْ
وفُؤادُ باكستانَ أصبح يستغيث ويستجيرْ
وعقولُنا مشغولةٌ برضاعة الرّجلِ الكبيرْ ؟؟
عيبٌ ورب البيتِ ما يجري وشـرٌ مستطيرْ
يا أهَلْنَاَ يا كلّ ذي حظًّ من التقوى وفيرْ
إني لأخشى – أيها الأحبابُ من موتِ الضميرْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:19 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










تشكو الفتاوى



تشكو الفتاوى في زمانك حاله

من بعدما سَلبَ الفضاء جمالِها

صارت مُبَلْبلة الفؤاد, أتشكتي

علماءها, أم تشكتي جُهّالها ؟

قابلتُها يوماً على درب الأسى

تُلقي على باب الأنين رِحالها

فسألتها عمّا جرى فاستعبرت

ورمت إليّ مع الدموع سُؤالها

قالت: أتسألني كأنّك لا ترى

رمضاءَ بيداءِ الهوى ورمالها ؟

فأنا الفتاوى صِرتُ في أرجوحةٍ

أبلت أيادي الراحلين حبالها

أولست تبصر في الفضائيات م

يلقي عليّ من الهموم ثقالها

يتسابقون على انتهاك كرامتي

ويقلِّبون حرامها وحلالها

يتخّطفون القول من فم سائلٍ

متجاهلين من الأمور مآلها

يتجرّأون على الفتاوى بعدم

كسرت لهم أوهامهم أقفالها

كم ليلةٍ قطعوا عليّ هُدوءه

حتى أزاحوا نجمها وهلالها

هذا يجوّز للفتاة سفوره

ويُبيحُ أن تلقى النساء رِجالها

ويبيحُ للأنثى الذكورة َ ناسي

أن المهيمنَ حرَّم استرجالها

وهناك من عشق الظهور فزاده

رهقاً, وأعطى نفسه استرسالها

راقت له الشاشات حتى أصبحت

في النفس غايته التي يسعى لها

يا من تحمّلتم أمانة علمكم

ما كلُّ من حَمَلَ السيوف أجالها

ما كلُّ من راش السّهام رمي به

كم من سهامٍ لا تُحِبُّ نِصالها

إنّ التسرُّع في الفتاوى ثغرةٌ

تتسلُّل الفتن العظام خلالها

كان الصحابة يكبحون جماحه

ويضّيقون طريقها ومجالها

يتدافعون سؤالها وجوابه

ورعاً, ولا يستسهلون وبالها

ما بالكم أنتم كسرتم بابه

كسراً ولم تُبقوا عليها شالها ؟

ثوبوا إلى رُشدِ الحكيم وأطلقو

تقوى النفوس وحطّموا أغلالها

يا مسرعون إلى الفتاوى, هوّنو

فلربَّ فتوى أهلكت من قالها

ولربَّ فتوى شكّكت متديَّن

فيما لديه وأحدثت زلزالها

ما بالكم تنسون يوم قيامةٍ

الله يعلم – وحده – أهوالها ؟؟












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:20 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










صراع مع النفس



إيه يانفس قد لهوت كثير
آن أن تطلب الهدى والرشاد
طال بيني وبينك الاخذ والرد 
فهلا أبديت لي استعداد
وتركت الهوى فما ينفع اللهو
ولن يبلغ العَصِِي المرادا
إذا الأرض أجدبت ذات يوم
فهي تبغي من زراعيها اجتهادا
كلنا مخطئون لكن علينا
أن نروم الهدى ونبغي السدادا
بشر شأنه التقلب لكن
واجب أن يحطم الأصفادا
وجهاد الفتى مع النفس صعب 
عليه أن يضل الطريق أو يتمادى 
رب يا من إليك يهرع قلبي 
ليست أبغي إلا عليك اعتمادا













الساعة الآن 02:56 PM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


SEO by vBSEO