![]()
اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا ! ![]()
![]() ![]() ![]()
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n![]() \r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\nبسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين \nناس يشبِهون الصَحراء وناس يشبِهون الحدائِقَ \nبَعض الناس يشبِهون الصَحراء بِوحشَتِها و شِدّة قبضِها \nو بردِهَـا القارِس و عطشِها و جوعِها و فرَاغِها \nلكنَّ بعضَهُم الآخَـر يشبِهون الحدائِقَ الغنّاء \nبثَمرِها و وفرَةِ مائِها وجَمالِها \n \nودِفء حضورِها .. \nمنْ هُم كالصحرَاء يحولُونَ أيَامَك الى عَالمٍ موحِش تملؤهُ \nكوابيسُ النَهمِ الذي لا يشبع .. \nو يَسعى دائِماً لأنْ يُفرِغَ وجودَكَ \nمن إنسَانيتِه ، تسعَى معَهُم نحوَ \nدِفء المُشاركةِ الوجدانيَة فلا تجِد \nسِوى برودَة الملامِح والمَشاعِر وقَسوةِ الكلامْ ، \nتحاولُ أن تصِلَ معَهُم \nالى لحظَةِ صدقِ إنسانيَةفتكتَشِف \nبأنّك تَسعى نحوَ السَرابْ ، \nمع هؤلاءتَصطدم بِواقعٍ مؤلِم مفَادُه \nأنّك لستَ سوى شيءٍ في حَياتِهم يُمكِنُهم أنْ \nيدوسونَهُ حتى المَوت ليُلقوا بكَ في سلّة مُهمَلاتِهم . \nشتّانَ ما بينَ هؤلاءِ القاحِلين \nوما بينَ منْ يَشبِهون الحديقَة الغنَاء ، \nفهُم يُشعِرونَك بأنّكَ في حيّاتِهم أصبَحت كلّ شيء .. \nيَملأونَ حياتَك بالدفء لصدقِ مَشاعِرهم \nو عُمقِ عطاءِهم ، كلمَاتُهم تفِيضُ \nعذوبَة ، يحيطُونَكَ بمودّة تُشعرُكَ بِأنَّك غالٍ ، ب \nَل أنتَ أثمَنُ ما في الوجُود .. \nمع هؤلاء يَتمتّعُ المرء بِدفء الأمومَة \nوحنَانِ الأبوّة وعُمقِ الأخوة \nوصدقِ الصديق \nكَم مِن أنَاس مروا بِحياتِنا و تَركُوا بصمَاتِهم \nفي النّفس فكانَ أثَرُهم كالنَقشِ \nفي جذوعٍ الشَجر يدوم ويدوم في حَديقَة العُمر ، \nبعكسِ أولئِكَ الذينَ ينثرونَ غُبارَ أقدامِهم \nعلى رِمال الصحرَاء التي أوشَكوا أنْ يدفِنوكَ تحتَها ، \nإيّاكَ أن تسمَح للصحرَاء أنُ تخنِقَك برملِها \nأو أن تُميتَكَ عطشاًقَاوم بكلِّ مَا استَطعتَ \nوابحثْ عن سبيلٍ للخروجِ من طُغيانِالجَدبِ والجَفاف \nابحَثْ عن ملاذِكَ الآمِن حيثُ الثمرِ والمَاء العذب \nوالنَسمة اللطيفَة التي تُعيدُ إليك ثقَتكَ \nبروعَةِ الحيَاة وجمالِها ولكِنُ إنْ لَم يكُن \nبإمكانِكَ الهروب من بَردِ الصحرَاء \nأو مِن شدّة حرِّها و جَفافِها \nلأنّك ترزح تحتَ تأثِير نيرِ ظرفٍ ما .. \nفاختَرأهونَ الشُرور وهوَ أنْ لا تحرِم روحَك \nمن التحليقِ نحوَ الأملِ برحمَةِ خالِق يهدي \nالسَكينَة للنفوس ويَحميهَا من الغدرِ وفي ذاتِ \nالوقتِ اسعَ لأن تكونَ \nممن يغمُرونَ الأرواحَ بدفء مشاعِرهم \nوحُسنِ معشرِهمورفقتِهم ، \nفالحيَاةُ تحلو بِرفقةِ العامِرينَ بالمَشاعِر \nالصادقَة غيرِ المُزيفَة ، فيضيءُ الوجود بوجودِ \nصديقٍ يُشعِركَ بأنَّ وجودَك نِعمَة ويمنَحُه السَعادة والفرَح . \nوابتعِد ما استّطعت عمّن تسكُنهم الصَحراءالقاتِلة .. \nالتي أماتت كلَّ المشاعِر الجميلة في داخلِهم فبَقاؤكَ \nبقربِ هؤلاء يحيلُ حياتَكَ الى جحيمٍ \nمن جليدٍ قارس البرودة يكادُ أن يجمِّد الدمَ في عروقِك . \nصحيحُ أنَّ الطِباع البَشريّة ليست ملكُ أيدينا ، \nلكن لن يصعُبَ علينَا أن نُميّزَ بين الخيرِ والشر .. \nلذلك فلنَمنَح أنفُسنا المُهلة الكافيَة \nلنَختارَ من سيكونُونَ رفقاءَ الدربِ من \nشُركَاء وأصدقاء \nوإلا سنجرُّأذيالَ الخيبَةِوراءَنا طوالَ العُمر مِن \nجراءِ سوءِ الإختيَار ، \nحرامٌ علينا أن نستسلِمَ للظُلمِ وبرودةِ المشاعِر \nوالزيفِ والكذِب ، \nحرامٌ أن تستمرَ في العطاءِ لمَن يتمنونَ \nلو أنّهم يدفنونكَ حيّاً \nومع دورةِ الأيَام يدورُ سؤال : \nإذا وقعَ المرءُ ضحيَّة اخطبوطٍ \nيعتصِرُ أجملَ أيامِنا فهل نرضى بدورِ الضحيّة ليتمتَعَ الجاني \nبلذّةِالإنتصَار الخبيث ؟! \nهل نستمِرُ في تصدِيق من كشفنَا كذبهُم \nورياءهُم واكتَشفنا بأنَّ المواجهة لا تنفعُ مع من رضعوا \nالخِداع مع حليبِ أمهاتِهم \r\n \r\n \r\n \r\n الموضوع الأصلي :\r\nبعض الناس يشبهون الصحراء بوحشيتها وشدة قبضها || الكاتب :\r\nناطق العبيدي || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n![]() \r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n![]() \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n
|