طلبات الإشراف | |
إذا كنت قادراً على الإشراف في شبكة همس الشوق شريطة ان تكون مشاركاتك من فوق [ 5000 مواضيع وردود ] |
![]() وكل عام وانتم بخير وصحه وعافيه
اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا ! ![]()
![]() ![]() ![]()
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n مقاصد عقدية: \r\n \r\n \r\n\r\nأولاً: الحب: \r\nمن خلال السيرة النبوية تظهر عَلاقة هامة هي الحب؛ لذا فإن الإسلام اعترف بظاهرة الحب المتأصلة \r\nفي كيان الإنسان، "بل جسَّدَ لنا - كما سيأتي تفصيله - ثلاث مراتب من الحب: الحب الأعلى، الحب الأوسط \r\nوالحب الأدنى، تعامل بها بنو البشر عبر التاريخ، وخلال العصور إلى أن يرث الله الأرض وما عليها"[1]. \r\nوالأصل في مراتب الحب قوله - تعالى -: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ \r\nوَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ \r\nفَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[التوبة: 24]. \r\nإن الإسلام اعترف بظاهرة الحب على أنه فطرة متأصِّلة في كيان الإنسان لا بد منه، ولا غنى عنه \r\nلحكمة أرادها الله - عز وجل - قال الله - تعالى -:{ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ \r\nاللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم: 30]؛ لذا فإن الحب ينقسم إلى ما يلي: \r\n1- الحب الأعلى، وهو حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم. \r\n2- الحب الأوسط، وهو حب الآباء والأولاد والإخوان والأزواج والعشيرة. \r\n3- الحب الأدنى، وهو إيثار حب الأهل والعشيرة والأموال والمسكن على حب الله ورسوله. \r\nفمن خلال الدراسة سوف تتم دراسة حب الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - \r\nلأنه الأساس الهام في حياتنا، والذي هو جزء من العقيدة الإسلامية. \r\nأ) حب الله تعالى: \r\nإن من أسس السيرة النبوية محبة الله؛ إذ لا تكون هذه المحبة دعوة باللسان، ولا هيامًا بالوجدان وكفى \r\nبل لا بد أن يصاحِب ذلك اتباع لله - عز وجل - والسير على الطريق المستقيم، وتطبيق هذا المنهج في الحياة \r\nفالمحبة ليست "ترانيم تغنَّى، ولا قصائد تنشد، ولا كلمات تقال، ولكنها طاعة لله...، وعمل بمنهج الله \r\nالذي يحمله الرسول - صلى الله عليه وسلم... وأول ما يطالب به المؤمن أن يكون ولاؤه لله"[2]. \r\nقال الله - تعالى -: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ \r\nرَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [آل عمران: 31، 32]. \r\nعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاث مَن كنَّ فيه، وجَد \r\nحلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره \r\nأن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))[3]. \r\nفالمحبة أن تؤثر الله على جميع الأشياء، والاهتمام بما يرضيه، فالإنسان المسلم عليه أن يكثر من سؤال \r\nالله تعالى الصدق في محبته والدوام، والثبات على المتابعة لله والرضا عنه، والتسليم لأمره، وعليه أن يكثر \r\nذكره ومناجاته، وأن يتعب وينصب لله عز وجل، وأن يفرح بالشوق إليه، وأن يأنس به. \r\nإن علامة حب الله ألا تفتقر إلى غيره، ولا تسأل أحدًا سواه، يقول ذو النون المصري: "قل لمن أظهر \r\nحب الله: احذر أن تذل لغير الله، ومن علامة الحب لله ألا يكون له حاجة إلى غير الله"[4]. \r\nومن ذلك أن تنأ لله على عباده، قال الله - تعالى -:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ \r\nاللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } [البقرة: 165]. \r\nوتظهر محبة الله من خلال سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذ ضحى لأجلها بكل أمر \r\nمن أمور الدنيا، ولقي ما لاقاه في دعوته لله طوال حياته. \r\nومحبة الله غاية قصوى يتوخَّاها المسلم في أمره كله، ويسعى لنَيْلها صباح مساء، ويضحي لأجلها بكل أمر \r\nمن أمور الدنيا؛ إذ هي حجر الزاوية التي يقيم المسلم عليها بنيانه الإيماني، وهي المعيار والمقياس الذي يعرف \r\nمن خلاله المؤمن مدى علاقته بالله ورسوله، قربًا وبعدًا، وقوة وضعفًا. \r\nلذا؛ فإن محبة الله - تعالى - هي التي توصل العبد إلى مبتغاه، كائنًا ما كان ذلك المبتغى؛ لأن \r\nالله - سبحانه - إذا أحب العبد، يسَّر له وأعطاه وتكفَّل بذلك - جل جلاله. \r\nوحينما ترسخ محبة الله في قلب المؤمن، وتتعمق جذورها، كان الله - عز وجل - هو الغاية \r\nفي كل شيء، وآثره المرءُ على كل شيء، وضحى من أجله بكل شيء؛ لأنه شعر بحلاوة الإيمان \r\nولذَّة اليقين، فأصبحت بقية اللذائذ الدنيوية لا قيمة لها أمام هذه اللذة. \r\nهكذا يقع حب الله - عز وجل - في قلب المؤمن الصادق، الذي قد كمل بمعرفة جمال الله وجلاله، فوجد \r\nمن الصلة الوَشِيجة والتجاذب الروحي ما لم يجده غيرُه، ووجد صلة المودة والقربى، صلة الوجدان المشدود \r\nبعاطفة الحب المشرق الودود، وأصبح هذا المؤمن من الذين أحبهم الله - عز وجل - وأحبوه. \r\n \r\nالأثر التربوي لحب الله: \r\n1- حب لقاء الحبيب في دار السلام، فلا يُتصور أن يحب القلب محبوبًا إلا ويحب مشاهدته ولقاءه، وإذا علم أنه \r\nلا وصول إلا بالارتحال من الدنيا ومفارقتها بالموت، فعليه أن يكون محبًّا للموت غير فارٍّ منه؛ لأن الموت مفتاح اللقاء. \r\n2- أن يكون مؤثِرًا ما أحبه الله - تعالى - على ما يحبه في ظاهره وباطنه، فيلزم الطاعة \r\nويجتنب الكسل واتباع الهوى، ومَن أحبَّ الله لا يعصيه. \r\n3- أن يكون مكثرًا لذكر الله - تعالى - لا يفتُرُ عنه لسانه، ولا يخلو عنه جنانه، فمَن أحبَّ شيئًا أكثر من ذِكره. \r\n4- أن يكون أنسه بالخلوة ومناجاتهِ لله - تعالى - وتلاوةِ كتابه، فيواظب على التهجد ويغتنم هدوء \r\nالليل وصفاء الوقت، فأقل درجات المحبة التلذذُ بالخلوة بالحبيب، والتنعمُ بمناجاته. \r\n5- ألا يتأسف على ما يفوته مما سوى الله - عز وجل - ويعظم تأسفه على فَوْت كل ساعة \r\nخلتْ عن ذكر الله وطاعته، فيكثر رجوعه عند الغفلات، بالاستعطاف والتوبة. \r\n6- أن يتنعم ويتلذذ بالطاعة، ولا يستثقلها، ويسقطَ عنه تعبها. \r\n7- أن يكون مشفقًا على جميع عباد الله رحيمًا بهم، شديدًا على جميع أعداء الله. \r\n8- أن يكون في حبه خائفًا متفائلاً تحت الهيبة والتعظيم، وقد يُظَن أن الخوف ينافي الحب \r\nوليس كذلك، بل إدراك العظمة يوجب الهيبة، كما أن إدراك الجمال يوجب الحب، وللمحبين \r\nمخاوف على حسب مراتبهم؛ كخوف الإعراض، وخوف الحجاب، وخوف الإبعاد. \r\n9- كتمان الحب، واجتناب الدعوى، والتوقي من إِظهار الوجد والمحبة؛ تعظيمًا للمحبوب \r\nوإجلالاً له، وهيبة منه، وغَيْرة على سره. \r\n10- الأنس بالله والرضا به، وعلامة الأنس بالله عدمُ الاستئناس بالخلق، والتلذذُ بذكر الله \r\nفإن خالطهم فهو كمنفرد في جماعة ومجتمع في خلوة. \r\n \r\nب) حب الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \r\nإن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بدءًا من المحبة القلبية، وتمني رؤيته وصحبته، فمحبة النبي \r\n- صلى الله عليه وسلم - ليست كسائر المحبة لأي شخص، نعم إن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - \r\nعبادة عظيمة نعبد بها الله - عز وجل - وقربة نتقرَّب بها من خلالها إليه، وأصل عظيم من أصول الدين \r\nودعامة أساسية من دعائم الإيمان؛ كما قال - تعالى -: \r\n{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ \r\nفِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } [الأحزاب: 6]. \r\nعن أنس - رضي الله عنه-قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم \r\nحتى أكون أحب إليه من ولدِه ووالده والناس أجمعين))[5]. \r\nعن عبدالله بن هشام - رضي الله عنه - قال: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيدِ عمر بن الخطاب \r\nفقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( لا، والذي \r\nنفسي بيدِه، حتى أكون أحب إليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إليَّ من نفسي \r\nفقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن يا عمر))[6]. \r\nإذًا فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست أمرًا ثانويًّا أو أمرًا مخيرًا فيه، إن شاء المرء أحبه \r\nوإن شاء لم يحبه، بل هي واجب على كل مسلم، وهي من صميم الإيمان، ولا بد لهذا الحب \r\nأن يكون أقوى من أي حب، ولو كان حب المرء لنفسه. \r\nفمن خلال السيرة النبوية يتبيَّن للإنسان المسلم حالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في طريقة دعوته \r\nوفي عبادته، وفي تعامله مع المخالفين، فتزداد محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم. \r\nلذا؛ فإن أصل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعني الطاعة والانقياد والتسليم بأوامره ونواهيه \r\nقال الله - تعالى -:{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ \r\nحَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65]. \r\nلذا؛ فلا يسع أحدًا الخروجُ عن طاعته والعدول عمَّا أمر به، بل يجب الامتثال للأمر والنهي \r\nوتقديمهما على حظوظ النفس ودافع الهوى. \r\n \r\nالأثر التربوي لمحبة الرسول: \r\n1- أنها جالبة لمحبة الله - تعالى. \r\n2- الإكثار من ذكره والثناء عليه، والصلاة عليه. \r\n3- الاهتداء بهَدْيه، والتحاكُم إلى سنته. \r\n4- الذبُّ عن شخصيته، ونصر سنته. \r\n5- تمني رؤيته والشوق إليه. \r\n6- محبة الكتاب الذي أُنزل عليه، والذي بلَّغه لأمته. \r\n7- محبة آل بيته - صلى الله عليه وسلم. \r\n8- تذكر العاقبة الحميدة والأجر العظيم لمحبي النبي - صلى الله عليه وسلم. \r\n \r\n \r\n \r\n[1] عبدالله ناصح علوان، الإسلام والحب، دار السلام، القاهرة، 1403هـ - 1983م، ص12 - 13. \r\n[2] محمد لقمان الأعظمي، دراسات تربوية في الأحاديث النبوية، مكتبة العبيكان، الرياض، 1417هـ - 1997م، ص: 28-29. \r\n[3] محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب حب رسول الله \r\nمن الإيمان، دار إحياء التراث، د.ت، ج/1، ص15. \r\n[4] أحمد بن عبدالله الأصفهاني، حلية الأولياء، دراسة وتحقيق مصطفى عطا \r\nدار الكتب العلمية، بيروت، 1427هـ - 2007م، ج 9، ص: 384. \r\n[5] محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب حب رسول الله من الإيمان، مرجع سابق، ج1، ص: 15. \r\n[6] محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت \r\nيمين النبي - صلى الله عليه وسلم - مرجع سابق، ج 8، ص: 161. \r\n \r\n \r\nد. علي بن عبده بن شاكر أبو حميدي \r\n الموضوع الأصلي :\r\nالمقاصد التربوية من السيرة النبوية || الكاتب :\r\nهمسه الشوق || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n![]() \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n
|