بشر يها التائب - شبكة همس الشوق
التسجيل مجاني
سجلاتنا تفيد بأنك غير مسجّل ,, يرجى التسجيل
اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر
البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني

تاريخ الميلاد:    
هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

 

 

         :: قصيدة : في بحر الهوى ( الكاتب : حمدفهد )       :: من الطلاق إلى الضرائب.. هكذا تربعت إستونيا على عرش الرقمنة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: "حل الدولتين" على طاولة مؤتمر دولي في غياب إسرائيل والولايات المتحدة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: إسرائيل تؤكد "توزيع" حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: أمنستي: "تقارير موثوقة" عن خطف واحتجاز نساء وفتيات علويات في سوريا ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: منظمتان إسرائيليتان تتهمان بلدهما بارتكاب "إبادة" في غزة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: غزة بين الجوع والقصف.. النازحون يكافحون من أجل البقاء ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: النيابة الفرنسية تطلب إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: ألمانيا تعلن عن إطلاق جسر مساعدات جوي إلى غزة ( الكاتب : سجات التهاويل )       :: واشنطن تدعو مجلس الأمن إلى تعديل العقوبات على سوريا ( الكاتب : سجات التهاويل )      

 

 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


الملاحظات

مع تحيات : همس الشوق


نفحات اسلاميه كل ما يخص عقيدتنا الاسلاميه وديننا الحنيف من اهل الكتاب والسنه

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات سجات التهاويل
اللقب
المشاركات 40927
النقاط 1541
بيانات همس الشوق
اللقب
المشاركات 7862
النقاط 16814

إنشاء موضوع جديد   

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم غيرة المؤمن التلطف في الدعوة إلى الله
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 14 - 8 - 2023, 09:03 PM
همسه الشوق غير متواجد حالياً
 عضويتي » 6
 جيت فيذا » 12 - 11 - 2010
 آخر حضور » 7 - 10 - 2023 (05:53 AM)
 فترةالاقامة » 5373يوم
 المستوى » $124 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 17.97
مواضيعي » 19227
الردود » 77316
عددمشاركاتي » 96,543
نقاطي التقييم » 19544
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1102
الاعجابات المرسلة » 1250
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
 التقييم » همسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond repute
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل star-box
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله twix
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةmbc
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضلهLexus
 
أبشر أيها التائب

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



أبشِر أيها التائب

من رحمة الله تعالى ومنِّه على عباده أن شرع لهم شرائع، وسنَّ لهم سننا على ألسنة رسله. وباتباع تلك السنن والشرائع تصلُح حياة الناس في الدنيا، ويسعدون في جنة النعيم في الآخرة. ولضعف الناس وكثرة مفاتن الحياة الدنيا[1]؛ فإن الزلل غالبًا ما يقع من البشر؛ فيُخطئون مرَّة عن جهل ومرات عن تعمد. لكن الله تعالى الرحيم الودود العالِم بطبيعة البشر وبنفوسهم الضعيفة، يفتح لهم باب التوبة مُشرعًا؛ فيدخل منه المُذنب إلى رحمة الله ورضوانه، ويغمُره عفو الله؛ ليجِد بعد توبته تلك حلاوة العبادة وحلاوة التقرب من الله.

1- قبول توبة العبد والفرح بها:
إن من محبة الله لعباده وإرادته الخير لهم أنه عز وجل يدعو عباده إلى التوبة والرجوع إليه عز وجل قائلا: (﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]. ولا عجب في قبول الله توبة عباده الآيبين إليه، فإن من أسمائه الحُسنى " التواب "، وهو يدل على كثرة من يتوب إليه من عباده، أو لأنه يُنزٍل التائب من الذنب منزلة من لم يُذنب قط لِسعة كرمه[2]، يقول تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾ [الشورى: 25].

ويُؤكد عز وجل في مرات عدة أنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده؛ فيقول عز من قائل: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ﴾ [التوبة: 104]، فيُشعِر أسلوب الآية أن قبول توبة عبدِه هي مُسلمَة يجب أن يعتقِدها المؤمن في نفسه، ومتى كان اعتقاده ذاك راسخا، سهُل عليه الرجوع إلى ربه متى قارف ذنبا أو ارتكب خطيئة.

وقد جعل الله لمن يستغفِره ويتوب إليه جزاءً دنيويا – إلى جانب الجزاء الأخروي – يتمثل في تيسير الرزق والإمداد بالخيرات، يقول عز وجل: ﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

ويكفي لكي يتوب الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل لا يقبل توبة عباده فحسب؛ بل يفرح بها، وأعظِم به من فرح؛ فرح العظيم المُتعالي بعمل المخلوق الضعيف الذي لا حول له ولا قوة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ"[3].

2- مستويات التوبة:
يكون قبول الله لتوبة عبده على مستويين اثنين، وهما يدلان معا على عِظم رحمة الله عز وجل. والمستويان هما:
أ‌- غفران الذنوب وإن تكررت أكثر من مرة: إذا كان المسلم كلما أذنب مرة تاب إلى الله عز وجل، فإن الله يتوب عليه، وإن تكرر ذلك منه ألف مرة أو أكثر.

ب‌- غفران الذنوب و إن تعاظمت: يغفر الله عز وجل الذنب وإن كان كبيرا؛ إذا تاب منه الانسان توبة نصوحا. فالذنب وإن عظُم يبقى صغيرا في جنب عفو الله ومغفرته، جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي"[4].

ويتجلى كلا المستويين في قصة الذي قتل التسعة والتسعين، فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانَفِيمَنكانَقَبْلَكُمْرَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فَدُلَّ علَى راهِبٍ، فأتاهُ فقالَ: إنَّه قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهلْ له مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: لا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ به مِئَةً، ثُمَّ سَأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فَدُلَّ علَى رَجُلٍ عالِمٍ، فقالَ: إنَّه قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهلْ له مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَن يَحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إلى أرْضِ كَذا وكَذا، فإنَّ بها أُناسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فاعْبُدِ اللَّهَ معهُمْ، ولا تَرْجِعْ إلى أرْضِكَ، فإنَّها أرْضُ سَوْءٍ، فانْطَلَقَ حتَّى إذا نَصَفَ الطَّرِيقَ أتاهُ المَوْتُ، فاخْتَصَمَتْ فيه مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ ومَلائِكَةُ العَذابِ، فقالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جاءَ تائِبًا مُقْبِلًا بقَلْبِهِ إلى اللهِ، وقالَتْ مَلائِكَةُ العَذابِ: إنَّه لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فأتاهُمْ مَلَكٌ في صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بيْنَهُمْ، فقالَ: قِيسُوا ما بيْنَ الأرْضَيْنِ، فَإِلَى أيَّتِهِماكانَأدْنَى فَهو له، فَقاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أدْنَى إلى الأرْضِ الَّتي أرادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ."[5] ففي القصة يظهر عِظم ذنب هذا التائب وهو القتل، كما يظهر تكرار الذنب مائة مرة، وهو عدد كبير جدا، ورغم ذلك لم تُرَد توبته، بل قُبِلت، وغمره الله برحمته التي وسِعت كل شيء.

3- الامتداد الزماني للتوبة:
يفتح الله باب التوبة على مصراعيه أمام العبد، فيجعل له سبحانه أمدا منفتِحا بالنسبة للفرد، كما بالنسبة للبشرية جمعاء.

أ‌- الامتداد الزماني للتوبة في حياة الفرد: يقبل الله توبة الفرد المسلم ما دام يرجو الحياة، فقد جاء في الحديث الشريف: " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"[6]، ومعنى ذلك أنه ( متى وقع الإياس من الحياة وعاين الملَك، وخرجت الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلَغت الحلقوم، وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم، فلا توبة مقبولة حينئذ ولات حين مناص)[7]، وهذا ما يُوضِّحه قوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17، 18].

ب‌- الامتداد الزماني للتوبة في حياة البشرية جميعا: كما جُعل للفرد أمد ينتهي بعده قبول توبته، فقد جُعل لأهل الأرض جميعا أمد معين تُطوى بعده الصحف؛ فلا تُقبل من أحد توبة، وذلك هو وقت طلوع الشمس من مغربها، وهو إحدى العلامات الكبرى لقيام الساعة، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله يبسُط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسُط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها"[8]. وقد ورد في القرآن الكريم أن الناس إذا عاينوا طلوع الشمس من مغربها آمنوا جميعا؛ فلم ينفعهم إيمانهم ذلك؛ لأنه جاء بعد انتهاء الأمد المحدد[9]، يقول عز وجل: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام: 158].

4- نماذج من التائبين:
أ‌- توبة آدم وحواء:
كانت أول معصية تقع في الجنس البشري هي معصية آدم وحواء، إذ أكلا من الشجرة التي نهاهما عنها الله عز وجل، وكان ذلك بتغرير من الشيطان الذي شجعهما على عصيان الله تعالى، وزيَّن لهما ذلك، يقول عز وجل: ﴿ وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾ [البقرة: 35، 36]. ثم كان من رحمة الله عز وجل أنه علم آدم وحواء كلمات يقولانها فيتوب الله عليهما[10]، يقول عز وجل: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37].

وإذا كانت هذه أول تجربة يمر بها الجنس البشري – من خلال الأبوين آدم وحواء- فقد أراد الله عز وجل أن يُري ذريتهما – من خلال ذلك - عداوة الشيطان لهم، ثم يُعلِّمهم – وهذا هو الأهم - أن الله يقبل توبة عباده إذا أنابوا إليه.

ب‌- توبة كعب بن مالك:
تعتبر قصة كعب بن مالك في تخلُّفه عن غزوة تبوك[11] من أشهر وأجمل قصص التوبة في عهد الصحابة. وهي قصة طويلة يحكي فيها كعب بن مالك كيف تخلف عن غزوة تبوك من غير عذر شرعي. وحين عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة جاء إليه المنافقون يعتذرون إليه بشتى الأعذار الكاذبة، وجاء دور كعب بن مالك وصاحبيه[12]ليُبيِّنوا سبب تخلُّفهم، فلم يستطيعوا الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، بل صدَقوه قائلين أنه لم يكن لهم عذر مقبول وشرعي. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يمتنِعوا عن مُخاطبة هؤلاء الثلاثة. فمرَّت عليهم أيام عصيبة قبل أن يُنزِل الله فيهم قرآنا يبيِّن فيه عز وجل قبول توبتهم الصادقة، يقول تعالى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118].

ومما تبيِّنه قصة كعب بن مالك:
• أن اليوم الذي يتوب الله تعالى فيه على الإنسان هو خير أيامه على الإطلاق، ذلك أن كعب بن مالك حين راح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بعد نزول الآيات السالفة، قال له عليه الصلاة والسلام، وهو يبرُق وجهه من السرور: " أبشر بخير يوم مرَّ عليك مذ ولدتك أمك "[13].

• أن الصدق في التوبة من شروط قبولها عند الله عز وجل، حيث يقول كعب بن مالك: (وقلت: يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدِّث إلا صِدقًا ما بقيت)[14].

[1] كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات" أخرجه مسلم، كتاب: الطهارة، باب: فضل إسباغ الوضوء على المكاره ح 369.

[2] انظر الإتقان للسيوطي 2/ 254.

[3] صحيح مسلم، كتاب: التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها.

[4] سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله، باب: في فضل التوبة والاستغفار، وما ذكر من رحمة الله ح 3463.

[5] صحيح مسلم، كتاب : التوبة، باب: قبول توبة القاتل وإن كثُر قتله ح 4967.

[6] رواه الترمذي في كتاب: الدعوات عن رسول الله، باب: فضل التوبة والاستغفار وما ذُكر من رحمة الله.

[7] تفسير ابن كثير 1/ 700

[8] صحيح مسلم، كتاب: التوبة، باب: قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة.

[9] انظر تفسير ابن كثير 2/309

[10] قيل إن هذه الكلمات مفَسّرة بقوله تعالى: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَ۬لْخَٰسِرِينَۖ ﴾ [الأعراف: 22].

[11] انظر القصة في صحيحي البخاري ومسلم.

[12] وهما: مُرارة بن الرَّبيع العَمري وهلال بن أُمية الواقفي.

[13] صحيح البخاري، كتاب: المغازي، باب: حديث كعب بن مالك، وصحيح مسلم، كتاب: التوبة، باب: حديث كعب بن مالك وصاحبيه.

[14] انظر المصدرين السابقين.

الموضوع الأصلي : بشر يها التائب || الكاتب : همسه الشوق || المصدر : شبكة همس الشوق


 




 توقيع : همسه الشوق


رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

إنشاء موضوع جديد   

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بشِر, يها, التائب

جديد منتدى نفحات اسلاميه

بشر يها التائب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: بشر يها التائب لموضوع: بشر يها التائب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فرح التائب بتوبته همسه الشوق نفحات اسلاميه 6 20 - 8 - 2023 02:34 AM
المطرب التائب:علي كادومي صوت جميل جدا جروح الم همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 3 28 - 12 - 2014 07:30 AM
الف مبروك الى التائب الى الله بالالفيه الاولى الصامت همس للتهاني و اهداءات 9 24 - 12 - 2014 11:56 PM
التائب الى الله نجم الاسبوع92 الف مبروك سجات التهاويل همس للتهاني و اهداءات 9 23 - 12 - 2014 04:16 PM
طلب التائب الى الله خفہَ’ـايِـِـا همس طلبات تصميم الرمزيات والتواقيع وملحقاتها 25 4 - 12 - 2014 09:34 PM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 01:09 PM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

SEO by vBSEO