رحلة الإسراء في الروايات
روايات حادثة الإسراء وهى المعراج روايات المفترض أن تحتوى على المعلومات الواردة في سورة الإسراء وسورة النجم وسورة التكوير ولكنها لا تحتوى عليها كلها مع أنها الأصل ولكنها تفاجئنا بمعلومات لم يذكرها الله في كتابه مثل شق الصدر أو القلب أو البطن ومثل من قابلهم في السموات واحدة واحدة وتخييره بين الخمر واللبن والعسل ومثل مكان وجوده في البداية وصلاته في بيت المقدس أو إيلياء وخلفه الموتى من الرسل (ص) وفرض الصلاة والرحلات المكوكية لخفض الصلاة بعد نصيحة موسى(ص) وهناك روايات أخرى في كتب السيرة تبتدع في رؤية العذابات المختلفة لأهل كل ذنب ورؤية بعض الكفار في النار مع أن الله لم يذكر أنه رأى النار وإنما رأى الجنة
تناول ما جاء في الروايات كلها يحتاج لكتاب ضخم ولكننا سنكتفى بالروايات الواردة في صحيح البخارى وصحيح مسلم فذوات الأرقام هي روايات البخارى والتي بدون أرقام في صحيح مسلم
بالطبع نتناول فقط التعارضات بين الروايات والتي تثبت أنها روايات من وضعوها لا يمكن أن يكونوا مسلمين لأنهم تعمدوا جعل النبى(ص) والصحابة مجرد مجانين وهم العقلاء يقولون الكلام وعكسه ليس مرة واحدة وإنما عدة مرات
والآن لبيان التعارضات مع الاختصار قدر الإمكان :
الحديث الأول :
3342- 349-1636-كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسل بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فأفرغها فى صدرى 000 وإبراهيم فى السادسة
3570- 4964-5610-6581-7517-كتاب التوحيد باب قوله وكلم الله موسى تكليما )سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسرى بالنبى من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه 00وهو نائم فى المسجد الحرام00فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم وقال أخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه والنبى نائمة عيناه
3207 –3393-3430-3887- عن مالك بن صعصعة قال قال النبى بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان وذكر رجلا بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملىء حكمة وإيمانا00الدنيا 00آدم00الثانية عيسى ويحيى 00الثالثة 00يوسف 00 الرابعة 00إدريس 00الخامسة هارون 00السادسة موسى 00السابعة 00إبراهيم
3887-5610-عن مالك بن صعصعة أن نبى الله حدثه عن ليلة أسرى به قال بينما أنا فى الحطيم وربما قال فى الحجر مضطجعا إذ أتانى آت فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبى ما يعنى به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبى ثم أتيت بطشت من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبى ثم حشى 00السماء الدنيا 00فيها آدم 00السماء الثانية 00إذا يحيى وعيسى 00الثالثة 000يوسف 00الرابعة 00إدريس 00الخامسة 000هارون 000السادسة موسى 000ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن
التعارض الأول فى مكان وجود النبى(ص) تلك الليلة فمرة الحطيم أو الحجر فى 3887 "عن ليلة أسرى به قال بينما أنا فى الحطيم وربما قال فى الحجر" ومرة عند البيت فى 3207 "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان" ومرة فى بيت النبى (ص)فى 3342 "فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى" ومرة المسجد الحرام فى 3570 "يحدثنا عن ليلة أسرى بالنبى من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه 00وهو نائم فى المسجد الحرام"
هذا في روايات البخارى وأما في روايات مسلم فقد زاد عدد التعارضات في المكان فمرة فى أرض بنى سعد حيث ظئره وهى أمه من الرضاعة في قول الحديث "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَاهُ جِبْرِيلُ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ. ثُمَّ غَسَلَهُ فِى طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِى مَكَانِهِ وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِى ظِئْرَهُ - فَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ "
ومرة عند زمزم في قول احدى روايات مسلم:
" فَانْطَلَقُوا بِى إِلَى زَمْزَمَ فَشُرِحَ عَنْ صَدْرِى "
والتعارض الثانى هو عدد الملائكة فمرة واحد "آت "فى 3887 " إذ أتانى آت فشق ما بين هذه إلى هذه"
وفى 3342 جبريل(ص)وهو واحد "فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى"
ومرة ثلاثة كما فى 3207 و "3570"ذكر رجلا بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة وإيمانا" و" يحدثنا عن ليلة أسرى بالنبى من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه"
والتعارض الثالث هو ما فتح فى جسمه فمرة من النحر حتى الشعرة ومرة من القصة حتى الشعرة فى 3887 " قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته"
ومرة من النحر لمراق البطن فقط كما فى 3207 "فشق من النحر إلى مراق البطن"
ومرة الصدر فقط كما فى 3342 " فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسل بماء زمزم"
والتعارض الرابع هو كونه بين اليقظة والنوم فى 3207" بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان"
ومرة وهو نائم كما فى 3570"00وهو نائم فى المسجد الحرام"و" فيما يرى قلبه والنبى نائمة عيناه"
والتعارض الخامس العضو الذى تم غسله فمرة القلب 3887في القول "فاستخرج قلبى ثم أتيت بطشت من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبى"
ومرة البطن في 3207 في القول فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم
ومرة الصدر فى 3342 في القول "فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسل بماء زمزم"
والتعارض السادس فى 3207 هو في مكان ابراهيم(ص) فمرة في السماء السابعة في القول "00السابعة 00إبراهيم"
ومرة في السماء السادسة 3342 في القول " وإبراهيم فى السادسة"
والتعارض السابع وهو في روايات مسلم هو في مكان موسى(ص) ففى مرة فى السماء السادسة في القول "ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى -صلى الله عليه وسلم "ومرة فى سماء سواها حيث أن إبراهيم (ص)فى تلك الرواية فى السماء السادسة في القول " وَإِبْرَاهِيمَ فِى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ"
والتعارض الثامن وهو في روايات مسلم في كيفية خفض الصلاة من خمسين إلى خمس ففي رواية تم تخفيضها خمس وهكذا كما في القول :
"فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَىَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَىَّ خَمْسِينَ صَلاَةً فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلاَةً قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذَلِكَ فَإِنِّى قَدْ بَلَوْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ. قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّى فَقُلْتُ يَا رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِى. فَحَطَّ عَنِّى خَمْسًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقُلْتُ حَطَّ عَنِّى خَمْسًا قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذَلِكَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. - قَالَ - فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - حَتَّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لِكُلِّ صَلاَةٍ عَشْرٌ فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلاَةً. "
وفى الرواية ألأخرى لمسلم نجد أنها خففت للشطر وهو النصف في أول مرة وهو ما يعنى25 صلاة في القول :
"فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِى خَمْسِينَ صَلاَةً - قَالَ - فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ - قَالَ - قُلْتُ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاَةً قَالَ لِى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ - قَالَ - فَرَاجَعْتُ رَبِّى فَوَضَعَ شَطْرَهَا - قَالَ - فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ - قَالَ - فَرَاجَعْتُ رَبِّى فَقَالَ هِىَ خَمْسٌ وَهْىَ خَمْسُونَ لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ - قَالَ - فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ"
الحديث الثانى :
3438 -عن ابن عباس قال قال النبى 00أما موسى فآدم جسيم سبط 00رأيت عيسى 00فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر 00
3440-عن عبد الله ذكر النبى يوما 00رجل الشعر 000فقالوا هذا المسيح بن مريم 00
3441-(كتاب الفتن ذكر الدجال )عن سالم عن أبيه قال لا والله ما قال النبى لعيسى أحمر ولكن قال 00فإذا رجل آدم سبط الشعر 00قالوا ابن مريم
التعارض الأول هو بين كون عيسى (ص)جعد والمقصود شعره مجعد أي فيه ارتفاع وانحفاض فى 3438 في القول "فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر "وبين رجل الشعر أى سبط الشعر وهو الشعر الذى له مستوى واحد ليس فيه انخفاض وارتفاع فى 3440 في القول " ذكر النبى يوما 00رجل الشعر 000فقالوا هذا المسيح بن مريم "وفى 3441 في القول "فإذا رجل آدم سبط الشعر 00قالوا ابن مريم"
والتعارض الثانى بين كون عيسى (ص)أحمر فى 3437و "3438 في القول "فأما عيسى فأحمر "وبين عدم كونه أحمر فى 3441 في القول "والله ما قال النبى لعيسى أحمر " 0
الحديث الثالث :
5576 –(كتاب التفسير سورة بنى إسرائيل ) سمع أبا هريرة أن رسول الله أتى ليلة أسرى به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن 00أخذ اللبن 00
5610- عن أنس بن مالك 000فأتيت بثلاثة أقداح قدح فيه لبن وقدح فيه عسل وقدح فيه خمر 00
والتعارض هو فى عدد الأوانى فمرة اثنين لبن وخمر كما فى 5576 وأمثاله كما في القول " أتى ليلة أسرى به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن "ومرة ثلاثة لبن وخمر وعسل كما فى 5610 في القول 000فأتيت بثلاثة أقداح قدح فيه لبن وقدح فيه عسل وقدح فيه خمر"
لو تناولنا مخالفات تلك الروايات لكتاب الله لوجدناها كثيرة ففي رواية أن جبريل له600 جناح بينما أقصى حد للأجنحة وهى الأذرع أربعة كما قال سبحانه :
" جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع"
ومثلا حشو الصدر أو القلب أو البطن إيمانا تتعارض مع قوله سبحانه :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
فحشو قلبه إيمانا معناه أنه مجبر مسير على الإيمان وليس مخير
ومثلا كون اللبن هو الفطرة والعسل ليس من الفطرة يتعارض مع إباحة شرب العسل في قوله سبحانه :
" يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه "
ومثلا مقابلة الرسل (ص) الموتى مرة في الأرض حيث الصلاة بهم ومرة في جنان السماء يتعارض مع كون من يدخل الجنة لا يخرج منها كما قال سبحانه :
" لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين"
كما أن الله حرم عودة الموتى لحياتهم في الأرض فقال سبحانه :
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
ونجد أيضا كيف تفرض الصلاة مرة ثانية في السماء وقد سبق فرضها في السور الأولى كما هو ظاهر الآيات " أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى " وهى أول السور نزولا عند الجمهور ؟
هناك أغاليط كثيرة تتعارض مع كتاب الله في تلك الروايات وما ذكرته فيه الكفاية لمن أراد فهم الموضوع على حقيقته