فقدان الثقة في الزواج يجعل العلاقة بين الزوجين صعبة، وقد تصل إلى طريقٍ مسدودٍ نتيجةً لذلك، حيث تعد الثقة إحدى عناصر الزواج الصحي الناجح، وهي مرتبطةٌ بالالتزام بسعادة شريك الحياة، والتي تنعكس بدورها على سعادة الطرف الآخر وتمنح الثقة والأمان للزواج، وتجعل طرفيه يثقان بأفكار ومشاعر ومخاوف بعضهما البعض، وهي واجبةٌ على كلا الزوجين للتحلي بها للأبد.


كيفية إرجاع الثقة بين الزوجين

قد يواجه الأزواج صعوبة في استعادة الثقة في علاقتهما، لكن لا شيء مستحيل، ولهذا نقترح عددًا من النصائح التي من شأنها المساعدة في استعادتها:

الاعتراف بالخطأ: إذا كنت سببًا في فقدان ثقة شريك حياتك بك، فعليك دون تردد الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته، وتجنب وسائل اللوم، والتهرب.

التخطيط للاعتذار: يجد الكثير من الناس صعوبةً في تقديم الاعتذار لكونه يسبب لهم الخوف والقلق ويشعرهم بالضعف، لذا تفهم جيدًا أنّ الاعتذار لشريك الحياة هو الوسيلة لتجاوز الماضي، ويمكنك كتابة الأفكار التي ستعبر من خلالها عن أسفك، والتمرن على ما تريد قوله أمام المرآة.

اختيار الوقت المناسب: يجب التأني في اختيار الوقت المناسب لتقديم الاعتذار، ومن الأفضل سؤال شريك الحياة عن الوقت الأنسب للتحدث معه، ويمكنك إخباره أنّ هنالك أمرًا مهمًا تودّ التحدث معه بشأنه.

تحمّل المسؤولية: كن صادقًا في اعتذارك، وأشر لأخطائك ومسؤوليتك صراحة بعباراتٍ مثل؛ "أنا آسفٌ جدًا لتسببي بجرح مشاعرك"، وأخبر شريك حياتك برغبتك في تصحيح الأمور، واحرص على أن يدرك من كلامك أنك كسرت ثقتهُ بك، وأنك مستعدٌ للعمل على استعادتها.

الإصغاء: بعد انتهائك من الاعتذار، عليك الإصغاء لما لدى شريك حياتك، وانتبه إلى لغة جسدك أثناء كلامه، وركز نظرك في عينيه، ولا تثنِ ذراعيك.
التحلي بالصبر: تستغرق إعادة بناء الثقة وقتًا، ولا بدّ أن تكون صبورًا لحينها ولا تسمح للندم بتحطيمك؛ فالجميع يخطئون ولا يوجد شخص مثالي، ومن الطبيعي أن تشعر ببعض الذنب، والخزي، أو كراهية الذات، ولكن لا تسمح لتلك المشاعر بالسيطرة عليك إذا أردت إصلاح زواجك واستعادة ثقة شريك حياتك.

تقبل الواقع: قد لا تعود الأمور لحالتها المثالية بعد استعادة الثقة، ولهذا فإنه من المهم توقع أن لا تعود أشياءٌ في العلاقة الزوجية إلى حالها أبدًا بعد انكسار الثقة.

الإصرار: الإصرار على إصلاح العلاقة بعد تحطم الثقة، وذلك سيظهر لشريك الحياة صدق الرغبة في إعادة الأمور لمجاريها، واستعادة ثقته.


نصائح للحفاظ على الثقة بين الزوجين

إذا رغبتما كزوجين بأن تبقى الثقة محفوظة بينكما، فإننا ننصحكما بما يلي:

عيشا كل يوم من حياتكما معًا كأنه اليوم الأخير،
وذكرا بعضكما بالحب والاحترام المتبادل بينكما في الأقوال والأفعال.
حافظا على وعودكما، ولا تتورطا بالوعود التي لا يمكن الوفاء بها.

حاربا غريزة الكذب، وتحليا بالصدق مهما كانت العواقب؛ وذلك حتى لا تتسبب الكذبات الصغيرة بمشاكل كبيرة بينكما.

الانفتاح على شريك الحياة ضروري لحفظ الثقة، والمقصود به القدرة على مصارحتهِ بأي شيء، حتى بخصوص الأمور التافهة والصغيرة.

اغفرا لبعضكما الأخطاء؛ فعن طريق المسامحة المتبادلة يمكن بناء الثقة إذا فُقدت لأي سببٍ في يومٍ ما.

لا تتصرفا بتكبر، أو تسمحا للكبرياء بمنعكما من الاعتذار، أو من طلب السماح عند ارتكاب الأخطاء.
لا تهربا من المواجهة إذا ارتكب أحدكما أي خطأ وطلب الشريك الآخر مناقشة الأمر.

صارحا بعضكما بخصوص ما يتوجب فعلهُ لغرس الثقة بينكما، وراعيا مطالب واحتياجات بعضكما البعض.

لا تبنيا علاقتكما على الكلام فقط من دون أن تنفذا شيئًا مما تقولانه.

تجنبا ذكر الماضي وأخطائه في نقاشاتكما، وخاصةً المواضيع والمشاكل التي سبق أن أقفلتما ملفاتها واتفقتما على عدم التطرق لها مرةً أخرى.

أسباب انعدام الثقة بين الزوجين

نذكر منها ما يلي:

التردد في الشعور بالثقة؛ وذلك بسبب التجارب الشخصية المؤلمة السابقة، أو بسبب المعتقدات، والوعي الذاتي، والنضج العاطفي، مما قد يتسبب بحجبها عن شريك الحياة لحين التأكد من استحقاقهِ لها.
الرغبة بحماية الذات؛ وذلك عن طريق رفض التخلي عن السيطرة على الأشخاص والمواقف في الحياة.
التوقعات غير المنطقية بخصوص شريك الحياة، والتي ترى أنّ تجاوزهُ لها شكلٌ من أشكال خيانة الثقة.
العيش في الماضي
والسماح لتجاربهِ بالتأثير على الحاضر والعلاقة مع شريك الحياة.

آثار انعدام الثقة بين الزوجين

نذكر منها ما يلي:

يؤدي فقدان الثقة إلى انعدام السعادة والمودة والشغف في العلاقة بين الأزواج.
التسبب بانعدام شعور الأمن والطمأنينة وسيطرة الخوف على العلاقة؛ وذلك بسبب التوجه لمحاولة السيطرة على شريك الحياة، وإخضاعهِ من دون الاهتمام باحتياجاتهِ، وذلك بحجة عدم الثقة به.
البدء بالتصرف بطريقة منفرة تتسبب بإغضاب شريك الحياة.
بناء حاجز أمام شريك الحياة يمنع تبادل المشاعر الصادقة التي يحاول شريك الحياة تقديمها